توالت حوادث غرق الأطفال في الوديان وأماكن اصطياف غير صالحة للسباحة، منذ انطلاق موسم الصيف، وهو ما كشف عن أزمة غياب المسابح العمومية بمجموعة من المدن، الأمر الذي يدفع الأطفال إلى التوجه إلى الأودية والبرك المائية هربا من الحرارة المفرطة المسجلة بمدنهم. ولقي طفلان حتفهما في جماعة "تسينت" بإقليم طاطا، السبت الماضي، بعدما كانا يسبحان في مكان يدعى شلال العتيق. ويتحدر الطفلان من أسرة واحدة، ويبلغ الأول من العمر 8 سنوات والثاني 12 سنة، ويتابعان دراستهما في السلك الابتدائي. وتمكنت عناصر الوقاية المدنية ومجموعة من المتطوعين، من انتشال جثتيهما بعد ساعات من البحث المتواصل. ونقل الطفلان إلى مستودع الأموات، بعد حضور عناصر الدرك الملكي بالمكان، وفتح تحقيق في الحادث، تحت إشراف النيابة العامة. وقبل حادث طاطا بيوم واحد، شهدت تاونات حادثا مشابها، راح ضحيته طفل لم يتجاوز عمره 11 سنة، إذ غرق في مجرى وادي أسري، باعتباره أحد الوديان التي يحج إليها عدد كبير من السكان في فصل الصيف بتاونات. وعاشت مجموعة من المناطق خاصة الهامشية والقروية، حوادث مشابهة في الأيام الأخيرة، وهي عادة أصبحت مألوفة كل موسم صيف، في غياب مرافق ترفيهية آمنة يمكن أن تعوض الأودية والأماكن غير المحروسة. وفي وقت تسجل فيه عشرات حوادث الغرق سنويا، عجزت حملات التوعية التي تقودها وكالات الأحواض المائية بمجموعة من المناطق القروية، في الحد من حوادث غرق الأطفال، إذ هناك مجموعة من المبادرات التي تحل بالمدارس، من أجل تحذير التلاميذ وتوعيتهم بمخاطر السباحة في المناطق غير المعدة للاصطياف. ولا تنجح الحملات التوعوية التي تقوم بها وكالات الأحواض المائية بشراكة مع المديريات الإقليمية للتربية والتكوين، وبعض الجمعيات، في الحد من نزيف غرق الأطفال في فصل الصيف، نتيجة غياب المسابح العمومية والخاصة، التي يمكن أن تشكل بديلا. وهناك بعض المدن التي تتوفر على مسابح عمومية، غير أنها ليست في متناول أطفال الأسر الفقيرة، بسبب الأسعار المرتفعة التي تفرضها الجمعيات التي تسيرها، إذ أن بعضها يصل سعره إلى أكثر من 50 درهما لتذكرة يوم واحد، وهو ما لا تستطيع جل الأسر أداءه. عصام الناصيري