عبر عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، عن تخوفه من الأصالة والمعاصرة، وطالب أعضاء حزبه بمواجهة إصلاحات عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، الساعي إلى تغيير حياة المواطنين من خلال القيام بتعديلات جوهرية تمس القانون الجنائي، والمسطرة الجنائية والعقوبات البديلة، ومدونة الأسرة، والتصدي أيضا لإصلاحات وزراء آخرين. واستمر بنكيران في كيل الاتهامات للأصالة والمعاصرة في كل اجتماع لقيادة حزبه، مذكرا بخطر حزب "البام" على الحياة السياسية، مؤكدا أنه يسعى مجددا إلى التحكم والهيمنة. ورغم اتخاذ قادة الأصالة والمعاصرة قرارا بعدم الرد على تهجمات بنكيران، معتبرين خطابه مجرد نشاط عاد في "فيسبوك" و"تيك توك"، عاد زعيم الإسلاميين لإثارة موضوع "البام" مجددا في آخر اجتماع لأمانة حزبه. وجاء في بلاغ حزب "المصباح"، توصلت "الصباح" بنسخة منه، أن أمين عام "بيجيدي" أشار إلى وجود "بعض التحركات المريبة لبعض رموز التحكم في استدعاء لوصفات سابقة فاسدة أثبتت خطورتها وفشلها"، في إشارة إلى عودة إلياس العماري، الأمين العام السابق لـ "البام" إلى الواجهة، الذي يعد أحد ألد خصوم بنكيران. وأرجع زعيم الإسلاميين، سبب عودة ما وصفه برموز التحكم، لوجود فراغ كبير لأعضاء حكومة 8 شتنبر، في إشارة إلى تهرب الوزراء من النقاش العمومي، وترك الساحة السياسية فارغة يملؤها كل من هب ودب. وأثار أمين عام "بيجيدي" المستجدات السياسية والحزبية، وخلص إلى أن الحكومة أثبتت أنها تشتغل في معزل عن الرأي العام، ولا تكترث به وتعتمد مقاربات نيوليبرالية خاطئة، لا تهتم بالفئات الهشة والمحتاجة، وتحرمها من برامج اجتماعية كانت تستفيد منها حتى وقت قريب، ما يثبت زيف ووهم شعار "الدولة الاجتماعية" الذي ترفعه، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان. وفي خضم تزايد حجم عدم الرضى عن أداء الحكومة لدى المواطنين، الذين لم يعودوا يطمحون إلى إنجازات حكومية معينة بقدر ما أصبحوا يخافون من التراجع عن المكتسبات السابقة، دعا بنكيران أعضاء حزبه إلى التعبئة للقيام بواجبهم في مواجهة هذه المقاربات الخاطئة وغير العادلة، والتصدي لكل الاختلالات، والتحركات بقوة ومسؤولية للحفاظ على المكتسبات التي حققتها البلاد، مشددا على أهمية التواصل المباشر مع عموم المواطنين لتوعيتهم وتأطيرهم في مواجهة الفراغ السياسي والتيئيس. أحمد الأرقام