عاد شبح الحرائق الغابوية من جديد ليضرب إحدى الغابات الواقعة بجماعة القصر الصغير ضواحي طنجة، ما تسبب في خسائر كبيرة على مستوى الغطاء الغابوي، إذ ما زالت فرق التدخل، مدعومة بطائرات "كنادير"، تسابق الزمن لتطويق النيران والحد من امتدادها إلى المناطق السكنية المجاورة ومزرعة إنتاج الطاقة الريحية. وعلمت "الصباح"، من مصادر محلية، أن الشرارة الأولى للحريق نشبت عشية الجمعة الماضي، بغابة "دار فوال" التابعة لإقليم فحص أنجرة، لتمتد رقعته بسرعة فائقة بين الأشجار والحشائش اليابسة بفعل سرعة الرياح وموجة الحرارة المرتفعة، وهو الحادث الذي استنفر السلطات المحلية والإقليمية التي عبأت عشرات من عناصر مكافحة النيران المدعومين بمتطوعين من سكان المناطق المجاورة، من أجل تطويق النيران والحد من انتشارها. وتسابق السلطات العمومية الزمن للسيطرة على هذا الحريق المرعب، إذ تجندت للعملية طائرتان من نوع "كنادير" تابعتان للقوات المسلحة الملكية، موازاة مع فرق الإخماد البرية، التي تتكون من عناصر الوقاية المدنية المعززة بشاحنات صهريجية، إلى جانب عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة وعناصر المياه والغابات، التي انتقلت إلى المنطقة وتعكف حاليا على محاصرة ألسنة النيران، التي أججتها رياح الشرقي القوية. ولا تتوفر إلى حدود الساعة معطيات دقيقة عن حجم المساحة المتضررة جراء هذا الحريق الخطير، الذي يعتبر ناقوس خطر بالنسبة للسلطات المحلية، التي أبانت عن استعدادها لمواجهة التهديدات المحدقة بالمنطقة الشمالية، التي تصنف ضمن صدارة المناطق المعرضة لمخاطر الحرائق الغابوية، وشهدت السنة الماضية حرائق خطيرة وصل عددها 24 حريقا، تسببت في ضياع مساحات غابوية شاسعة قدرت بمئات الهكتارات، وخلفت وفيات وخسائر مهمة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية. ولم يتأت للسلطات المحلية معرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع هذا الحريق، إذ ترجح مصادر محلية اندلاعه بدوافع إجرامية، خاصة من قبل مافيا الاستيلاء على الملك الغابوي، فيما استبعدت عناصر الوقاية المدنية وسلطات المياه والغابات أن يكون الحريق بفعل فاعل، مؤكدة أن ارتفاع درجة الحرارة ورياح الشرقي كانا وراء اندلاع الحريق، إذ ينتظر سكان المنطقة تحركا جديا من الجهات الأمنية المسؤولة، وفتح تحقيق في الموضوع لتحديد أسباب الحريق وإيقاف كل من ثبت تورطه في مثل هذه الجرائم وتقديمه أمام القضاء، لمعاقبته بمقتضى القوانين. المختار الرمشي (طنجة)