عليكان المدير الفني لمهرجان كناوة قال إن اعتراف اليونيسكو حافز للاجتهاد قال المعلم عبد السلام عليكان إن تصنيف الفن الكناوي تراثا ثقافيا غير مادي للإنسانية من قبل الأمم المتحدة، يعد اعترافا بهذا الفن والمشتغلين فيه وتكريما للمعلمين. وأضاف المدير الفني لمهرجان كناوة بالصويرة، أن هذا الاعتراف قد يكون بداية لعهد آخر يلزم أصحابه بالاجتهاد والعمل أكثر. ما الذي يميز الدورة 24 لمهرجان كناوة؟ أهم ما يميزها هو أنها أول دورة تنظم بالشكل الاعتيادي بعد التوقف الاضطراري للمهرجان سنتين بسبب جائحة كورونا، ليعود السنة الماضية في صيغة استثنائية على شكل جولة فنية في عدة مدن، فضلا عن أمسية كبرى نظمت نهاية 2021 بمناسبة بإدراج كناوة ضمن قائمة "اليونسكو" للتراث الثقافي غير المادي. وتتميز هذه الدورة إلى جانب الأسماء الفنية الكبرة التي تحضر فيها، بتسليط الضوء على العنصر النسوي ومنحه فرصة أكبر للبروز في ساحة الفن الكناوي، والاهتمام بعنصر الشباب من خلال إحداث مبادرة "ولاد بامبرة" التي يتبارى فيها عدد من الطاقات الواعدة في الفن الكناوي أمام لجنة تحكيم تضم أمهر المعلمين. ماذا يعني لكم تصنيف الفن الكناوي تراثا ثقافيا غير مادي للإنسانية، من قبل منظمة الأمم المتحدة؟ إن تصنيف الفن الكناوي ضمن قائمة اليونسكو والاعتراف به تراثا ثقافيا غير مادي للإنسانية من طرف منظمة الأمم المتحدة، جاء بعد مجهودات جبارة، قامت بها جمعية "يرما كناوة" للحفاظ على فن كناوة والنهوض به. نعتبر هذا التصنيف تكريما لأكبر المعلمين الراحلين وكذلك مجهودات كل المعلمين، الذين يستمرون في توريث الفن الكناوي للأجيال الصاعدة، بالنظر إلى الحمولة الثقافية التي يزخر بها مهرجان الصويرة العالمي وثقافة الموروث الكناوي، الذي يمزج في تركيبته بين ماهو مغربي وإفريقي، وتاعيساويت وتحمدوشيت، وتكناويت المستنبطة من العديد من الفنون، والتي يتغنى بها العالم، فإن مرحلة الاعتراف قد تكون بداية لعهد آخر، يلزم أصحابه الاجتهاد والعمل أكثر، وليس الوقوف عند باب الاعتراف. ما هي طبيعة الصعوبات التي واجهها الملف منذ ترشيحه؟ إن إستكمال ملف تسجيل موقع في التراث العالمي بعيد عن أنه إجراء شكلي. إنها معركة طويلة الأمد تتطلب مرافعات للغاية في المغرب والخارج. يجب تقديم الملف من قبل الجمعية والمجموعة المعنية، وكذلك وزارة الثقافة والدبلوماسية المغربية. بمجرد اعتماد الملف من قبل السلطات المعنية، يبدأ العمل على المستوى الدولي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه تتم بالموازاة مع ذلك تقديم عشرات الملفات المماثلة بانتظام إلى اليونسكو لحماية أشكال التعبير الثقافي والتراثي في جميع أنحاء العالم. إنه عمل بدأ في 2009 وحتى اللحظة الأخيرة، بمناسبة اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في بوغوتا، والذي تشرفت بالمشاركة في فعالياته مع فرقة كناوية بصفتي رئيسا لجمعية "يرما كناوة"، التي قدمت الملف إلى وزارة الثقافة، إضافة إلى مجهودات فعاليات أخرى ضمن إدارة المهرجان منها نائلة التازي وآخرون. من موقعك مديرا فنيا للمهرجان وأيضا معلما كناويا، هل تعتقد أن أسلوب المزج (الفيزيون) هو ما يمكن أن يمنح لتاكناويت حياة جديدة؟ المزج فرصة لتاكناويت سمحت لفننا أن يتنفس حياة جديدة، ليتم تصديره إلى جميع أنحاء العالم واكتساب احترام أكبر الأسماء في الموسيقى والأغاني على المستوى الدولي. هذا دليل على حيوية هذا الفن وقوته. فقط ثقافة راسخة في بيئتها، صلبة بقواعدها يمكن أن تندمج مع جميع ثقافات العالم دون أن تفقد روحها أو أصالتها.