الداخلية تطيح بـ”كولونيلات” الإنعاش الوطني

أجرت حركة تنقيلات في صفوفهم وأحالت عددا منهم على التقاعد وألحقت آخرين بالإدارة المركزية أجرت وزارة الداخلية وسط تكتم شديد، نهاية الأسبوع الماضي، عملية تنقيلات واسعة في صفوف نحو ستين كولونيلا يشتغلون مناديب للإنعاش الوطني في الولايات والعمالات، ويحملون صفات عسكرية، كما عملت الوزارة على إحالة العديد منهم على التقاعد، وإلحاق آخرين بمديرية الإنعاش الوطني بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية . وعلمت "الصباح" من مصدر مطلع في مديرية الإنعاش الوطني، أن حركة التعيينات الجديدة، وإعادة الانتشار في صفوف مناديب الإنعاش الوطني، ضمت لأول مرة عناصر جديدة، استقدمت من القوات المسلحة الملكية، لتعمل تحت إشراف الولاة والعمال. وتسعى وزارة الداخلية في عهد محمد حصاد، إلى ضخ دماء جديدة في قطاع الإنعاش الوطني، الذي ظل محط "شبهة" في العديد من الأقاليم والمدن، إلى درجة اتهام بعض الأطراف بالاغتناء من خلال عائداته المالية. ومن المنتظر أن تواكب عملية التعيينات الجديدة في صفوف مناديب الإنعاش الوطني، خطة وضعتها وزراة الداخلية، ستعتمد على المقاربة التشاركية مع جميع المتدخلين والفاعلين المحليين في تشخيص حاجيات المجال الترابي المحلي، وترتيب الأولويات، والحرص على الالتقائية مع مختلف البرامج القطاعية التي تستهدف تطوير عيش العنصر البشري وتنمية محيطه، خاصة في المناطق النائية، سيما في المجال الاجتماعي. وتهم تدخلات مديرية الإنعاش الوطني جميع القطاعات الحيوية، نظير التعليم ببناء مساكن للمعلمين ومطاعم مدرسية ومرافق صحية وأسوار المدارس، بالإضافة إلى التدخلات في مجال تقوية البنيات التحتية بفتح وتقوية المسالك القروية وبناء منشآت فنية، ومد قنوات وبناء خزانات الماء الصالح للشرب، وإنجاز السواقي. وأمام تنامي الاحتجاجات من خلال رسائل متعددة بخصوص هدر أموال الإنعاش الوطني، في أمور لا تنسجم مع كل ركائز الحكامة الجدية، والشفافية في صرف الاعتمادات المالية، حرصت وزارة الداخلية من خلال مديرية الإنعاش الوطني، التي يتولى تسيير أمورها عامل ملحق بالإدارة المركزية، على التتبع والتدقيق وافتحاص عمل المندوبيات، سواء على مستوى صرف الميزانيات المخصصة للعمالات والأقاليم، أو على مستوى كيفية التدبير، وطريقة وضع البرامج السنوية، وإنجاز المشاريع المصادق عليها. وفي السياق نفسه، علمت "الصباح" أن مصلحة الافتحاص والتدبير التابعة للمديرية نفسها، قامت قبل عملية التغييرات والتنقيلات في صفوف المناديب، بإنجاز عدة عمليات للافتحاص. وتندرج هذه العمليات في إطار تحديث وعصرنة عمل مندوبيات الإنعاش الوطني، إذ مكنت الافتحاصات من إبراز العديد من الاختلالات والتجاوزات التي تستحق المساءلة القضائية، حيث اختار العامل المكلف بمديرية الإنعاش الوطني السكوت عنها لأسباب غامضة. مقابل ذلك، عملت المديرية خلال برمجة مشاريع السنة المقبلة، على الأخذ بعين الاعتبار نتائج الافتحاص، وذلك خلال إعداد الدورية السنوية المتعلقة بالبرمجة والمراسلات التوضيحية. بالإضافة إلى التوجيهات العامة التي تكون الخطوط العريضة لهذه الدورية، المتعلقة بطريقة انتقاء وتحديد نوعية المشاريع، فقد أكدت كذلك على أهمية نجاعة التدبير وتحديد الأولويات حسب كل منطقة وفق مقاربة تشاركية تضمن انخراط جميع المكونات في هذه العملية، وصرف الاعتمادات في جو من الشفافية والنزاهة. وتشن جهات خفية لم تعد تستفيد من "ريع" بطائق الإنعاش الوطني في عدد من الأقاليم الجنوبية، حربا ضد بعض العمال، الذين توجه إليهم اتهامات بالسمسرة والمتاجرة في بطائق الإنعاش الوطني. وذكرت مصادر مطلعة لـ "الصباح" أن المصالح المركزية لوزارة الداخلية، أحيطت علما بحملة مخدومة يتعرض لها عامل بوجدور، تستهدف الضغط عليه حتى يستجيب لبعض الأشخاص الذين ألفوا المتاجرة في بطائق الإنعاش التي تخصصها الداخلية لفائدة أبناء الصحراء. وتهدد فضيحة التلاعب في بطائق الإنعاش بسقوط مسؤولين اعتادوا الاتجار في هذه البطائق. وتتحدث بعض المصادر في الأقاليم الجنوبية، وتحديدا في بوجدور أن بطاقة الإنعاش تباع بأكثر من مليون للراغبين في الاستفادة منها، علما أن المردود الشهري لها لا يتعدى 2000 درهم شهريا. ويستفيد العديد من الأشباح في مختلف المدن من بطائق الإنعاش دون أن يقدموا أي خدمة، عكس مئات المستفيدين الذين يعملون ليل نهار استجابة لبعض "كولونيلات" الإنعاش في الولايات والعمالات. ومن خلال التحليل الذي قامت به مصالح مديرية الإنعاش الوطني بخصوص اليد العاملة القارة على المستوى الوطني، تبين أن نسبة كبيرة من العمال أصبحوا في مرحلة الشيخوخة، وأضحى مردودهم ضعيفا، وفي بعض الأحيان منعدما، وأصبحت استفادتهم من بطائق الإنعاش مساهمة اجتماعية ليس إلا.عبدالله الكوزي

الداخلية تطيح بـ”كولونيلات” الإنعاش الوطني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أنباء عن مصرع النيني رميا بالرصاص

مغاربـة ليبيـا تحـت نيران مليشيات أنصار الشريعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات