3 أسئلةإلى * علي الشعباني ابتعدت الدعارة عن شكلها التقليدي لتواكب التطور التكنولوجي، فما تعليقك؟ > من الطبيعي أن تعرف مجموعة من الممارسات داخل المجتمع المغربي تطورا وتغيرا وتواكب كل المستجدات سواء تعلق الأمر بالجانب المادي أو المعنوي أو الفكري. ومن جملة هذه التغيرات أن الدعارة، حتى وإن كانت ممارسة لا أخلاقية، فإنها لم تشكل الاستثناء في إطار مواكبة كل التطورات، بل استغلت بائعات الهوى كل التقنيات والتطبيقات مثل "واتساب" و"فيسبوك" وغيرها لتقديم خدماتها. وكان للتطور التكنولوجي وقع إيجابي على ممتهنات الدعارة، مادامت تقنياته جعلت ممارساتهن أكثر سرية ووثوقية في "اصطياد" الزبائن الذين بدورهم لم يصبحوا في حاجة إلى التنقل إلى أحياء أو أزقة أو مدن معينة بحثا عن بائعات الهوى، كما كان عليه الأمر في السابق. وساهمت التقنيات الحديثة والتطبيقات على الهواتف المحمولة، في تحديد مواعيد مسبقة بين بائعات الهوى والزبائن والاتفاق على أماكن للقاء دون إثارة أي شبهة حولها. ولهذا ساعد التطور التكنولوجي في اختفاء ممارسات الدعارة، إذ لم يعد الأمر يتطلب خروجهن إلى الشارع أو أماكن معينة والوقوف في انتظار الإيقاع بالزبائن. كيف بات ينظر المغاربة إلى هذه المهنة في ظل تطبيقات تقدم خدمات الدعارة؟ > يعد من الصعب جدا إصدار حكم بشأن نظرة المغاربة إلى الدعارة في ظل الاستعانة بالتطور التكنولوجي للترويج لخدمات جنسية، إذ لا توجد إحصائيات دقيقة حول مستعمليها. ولهذا لا يمكن اعتبار الدعارة باستخدام تقنيات حديثة للتواصل بمثابة ظاهرة. لأن هذا سيكون إجحافا في حق المغاربة واتهاما بالباطل، سيما أنها تمارس في السر، كما لا يمكن اعتبار كل من يملك هاتفا محمولا ويطالع تطبيقا معينا أنه يبحث عن تلك الخدمات أو يروج لها. هل يمكن القول إن المجتمع أصبح أكثر تساهلا مع الدعارة؟ > أكيد، فالمجتمع المغربي أصبح أكثر لا مبالاة مع الدعارة مقارنة مع الماضي. ونتيجة متابعة المغاربة يوميا لخدمات الدعارة الرقمية على مختلف التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا أكثر تطبيعا مع ممارسات كانت مرفوضة في السابق وباتوا يتعاملون معها بنوع من اللامبالاة. وبحكم قرب المجتمع المغربي من أوربا، فإن أغلب شبابه تأثروا بثقافات وقيم سائدة بمجتمعاتها ويرغبون في أن يعيشوا الأمر نفسه سواء تقبله المجتمع المغربي أم رفضه. ولهذا لا يمكن وصف الدعارة الرقمية بأنها شاذة، بل تساير ما تعرفه المجتمعات من تغير وتطور وتبادل بين الثقافات والحضارات. أجرت الحوار: أمينة كندي * باحث في علم الاجتماع