تطبيقات صممت للتعارف تقدم تسهيلات للباحثين عن اللذة عبر العالم في السابق اعتبرت تقنية إرسال الرسائل المصورة والمعروفة اختصارا بـ"إم إم إس" ثورة تكنولوجية كبيرة، وبحكم ارتفاع تكلفتها، اقتصرت على فئة معينة في المجتمع، إلى أن زاحمتها وسيطات الدعارة. اعتبرت هذه التقنية أول اختراق للدعارة مجال التكنولوجيا، إذ تتولى وسيطة إرسال صور لمومسات إلى الباحث عن المتعة، فيختار من يريد وعلى مقاسه، دون حاجة إلى موعد أو لقاء مشبوه، وبعد الاختيار تم الاتفاق على الثمن ومكان اللقاء. حاليا تغيرت الأمور كثيرا في مجال الدعارة مع تطور تكنولوجيا وسائل التواصل، إذ تم الانتقال من عالم غرف الدردشة، إلى تطبيقات مجانية تحمل على الهواتف المحمولة. ولإخفاء دورها المشبوه، حاول مصممو هذه التطبيقات تقديمها على أنها وسيلة جديدة للتعارف، ومكنوا المستخدمين من وسائل متطورة لتسهيل التقارب مع أصدقاء جدد، بداية بدردشات مباشرة ووصلوا إلى تفعيل خاصية تحديد المواقع، للبحث عن أقرب شريك، لكن مع الممارسة، تبين أن الأمر تجاوز التعارف إلى عروض لقضاء ليال ماجنة مقابل مبالغ مالية مع أي شخص في العالم وأي مكان يريد. ومن أشهر المواقع المثيرة للجدل، "هوز هير"، الذي يعد من أشهر التطبيقات المستعملة في الدعارة، يقدم حسب مالكيه على أنه خاص بالتعارف، لكن مومسات حولنه إلى وسيط نجيب في الدعارة، قادر على خدمة عدد أكبر من الزبناء ومن كل أنحاء العالم. ما يميز هذا التطبيق مجانية تحميله سواء على هواتف "أندرويد" أو "أيفون"، كما يمكن هذا التطبيق بعد إنشاء المستخدم ملفا خاصا به، تفعيل خاصية تحديد المواقع، إذا كان يرغب في مومس قريبة من مقر سكناه وحسب المواصفات التي يقترحها. وصار التطبيق وسيطا في الدعارة بامتياز، إذ أضحى فضاء لاختيار المومسات حسب الطلب، بل إجراء محادثة مباشرة مع المومس للوقوف على قدر جمالها وعقليتها، قبل الاتفاق على الثمن ومكان اللقاء. وحولت مومسات التطبيق إلى عالم للدعارة العابرة للقارات، إذ غالبا ما يتم استهداف خليجيين وأجانب، والاتفاق على اللقاء في بلد آخر، غالبا ما يكون تركيا بسبب عدم تشديد القيود على السياحة الجنسية وللأسعار المعقولة لفنادقه المصنفة. إلى جانب هذا التطبيق، يوجد آخر يحمل اسم "تيندر"، تعرض للمصير نفسه، إذ بدأ للتعارف وتقريب وجهات النظر ورفع العزلة عمن يعاني الوحدة، ليجد مصممون أن أكبر زواره وزبوناته مومسات من عوالم عديدة. بعيدا عن هذا التطبيقات، لم تسلم أخرى متخصصة في الزواج "الحلال" من غزو شبكات الدعارة، إذ بحكم الإقبال الكبير عليه من قبل مغاربة وجنسيات عربية، بحثا عن عروس المستقبل بمواصفات "إسلامية"، يجدون أنفسهم في النهاية أمام عروض مغرية عبر لائحة طويلة لصور مومسات من مختلف الجنسيات والأشكال، على استعداد لقضاء ليل ملاح حسب الثمن وفي أي مكان. ومنذ أزيد من سنتين، كشفت جمعية عن وقوع فتيات وقاصرات ضحايا تطبيقات، إذ يتم استدراجهن على أساس أنهن سيشتغلن في مجال التسويق، قبل أن يتم إقناعهن بالتعري أمام الكاميرا، مقابل مبالغ مالية مهمة، وأيضا ممارسة الجنس. مصطفى لطفي