تسببت عملية التنمر التي تعرض لها شاب بمدينة أزغنغان بإقليم الناظور، منذ سنتين، في جريمة قتل شهدها حي العمال بالمدينة ذاتها، راح ضحيتها ستيني، تلقى طعنة بسلاح أبيض، وجهها له المتهم، ما سبب له نزيفا حادا عجل بوفاته. ورغم أن الهالك البالغ من العمر 64 عاما، كان فاعل خير فقط، ولا علاقة له بما تعرض له المعني بالأمر من تنمر وسخرية واستهزاء من قبل شابين، فإنه تلقى طعنة من قبل المعني بالأمر، نقل بعدها إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى الحسني بالناظور، بسبب مضاعفات نزيف الدم الذي تعرض له، ورغم محاولة إنقاذه، فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل القسم ذاته. وأكد المتهم أثناء التحقيق معه أنه كان يرغب في طعن خصميه، إلا أن إصرار الضحية على فض الاشتباك وإنهاء النزال تفاديا لجريمة يمكن أن تقع، جعلاه يصيبه بالخطأ بطعنة في صدره، وهي التي كانت تستهدف غريمه، لتأخذ الأمور منحى آخر. ولاذ الجاني مباشرة، بعدما استشعر خطورة الفعل الجرمي المرتكب، بالفرار من مسرح الجريمة، تاركا الضحية مضرجا في دمائه، قبل أن يتم إيقافه من قبل المتجمهرين، الذين لحقوا به وحاصروه إلى أن حلت الشرطة، ليتم اقتياده للتحقيق معه حول المنسوب إليه. وحسب محاضر الاستماع فإن سبب الصراع بين المتعاركين، يعود إلى خلاف نشب بين ثلاثة شباب، بعدما شعر الطرف الثالث وهو الجاني، ب "الحكرة "جراء تعرضه للتنمر من قبل شابين، حيث كانا يستهزئان به، سواء في الواقع، أو في العالم الافتراضي، ما كان يشعره بإهانة لم يستطع تقبلها، حيث كانا يستصغرانه، ليتطور الأمر يوم الحادث، إلى الاحتجاج عليهما، ومطالبته لهما بالتوقف عن ذلك، غير أن إصرارهما على ذلك، جعله يشتبك معهما بالأيدي بعد ذلك، ثم يستعمل السلاح الأبيض. وأكد المعني بالأمر أنه كثيرا ما كان يذرف الدموع بسبب ما كان يتعرض له من سخرية وإساءات جعلته يشعر بالحكرة، حتى أصبحت الأنظار تلاحقه، ما جعله يتأثر بتصرفات السخرية والاستهزاء، الشيء الذي ولد في نفسه روح الانتقام والدفاع عن شرفه وعرضه. وكشف المتهم أمام الضابطة القضائية عن أشكال التنمر الإلكتروني الذي تعرض له من قبل الشخصين، مؤكدا أن الأمر بلغ به إلى حد ارتكابه الجريمة خطأ، بعدما بدأ يشعر بالقلق والتوتر وأنه غير سعيد، مما زاده شعوره بالحزن والانتقام. جمال الفكيكي (الناظور)