الإقبال على الأبواب المفتوحة كشف أن للمؤسسة حاضنة واسعة ومتنوعة من الرضى العام انتهت الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بفاس بإعلان انتزاع المؤسسة استفتاء للشعبية وأنها ربحت رهان الأنسنة وصارت مرفق خدمة للمغاربة، بعدما تفوقت في امتحان الحرفية وصارت تضاهي في جودة عملها أجهزة دول عريقة، رغم الفارق الكبير في الإمكانيات. واعتبر أبو وائل الريفي في «بوح الأحد» على «شوف تيفي» أن المؤسسة الأمنية تعيش تغيرات متسارعة وكبيرة غيرت الكثير من الانطباعات لدى المغاربة حولها، وأنها كسبت في مدة وجيزة تحديات كثيرة جعلت المغاربة يحتضنوها ويتلقون التحولات التي تعيشها بقبول حسن، مسجلا أن الشعار الذي اختارته مديرية الأمن الوطني لاحتفالاتها "67 سنة من التحديث المتواصل لمرفق مواطن"، استمرارية لتجديد طرق العمل وأدوات الاشتغال وبنيات المؤسسة وصولا إلى مفهوم جديد للسلطة، يجعل الأمن مرفقا مواطنا مندمجا في محيطه. وأرجع الريفي سر نجاح الوصفة الأمنية الجديدة إلى العامل البشري ونظام الحوافز الوطنية التي تحركه، إضافة إلى النجاعة والفعالية، ذلك أن الأرقام المقدمة لهذه المناسبة أكبر دليل على ذلك، بعدما أضافت إلى مسلسل النجاحات حسن التواصل، إذ أصبحت المؤسسة الأكثر تواصلا وانفتاحا وإخبارا بكل ما يلزم أن يعرفه المغاربة عنها، وأن ما ساعدها على ذلك خصال التخليق والشفافية وعدم التسامح مع مظاهر سوء التدبير والفساد، لتتقدم على سلم الجاذبية من خلال استقطاب أحسن كفاءات المغاربة الذين يعلمون أنها كانت في الخط الأول لمواجهة وباء «كوفيد» وأن أفرادها كانوا في مقدمة من جرب عليهم اللقاح حينها. وإذا كانت لكل دولة رموز وآليات سيادية مثل العملة والعلم والنشيد وغيرها، فهناك آلية أخطر هي التي تكون ضمن الأولويات المستهدفة من قبل أعداء الوطن، هي المؤسسة الأمنية والعسكرية، التي تكون أول من يحاول مثيرو الفتنة إضعافها وإلهاءها وإشغالها وإرهاقها وتشتيت اهتماماتها وتركيزها وجهودها، تماما كما حصل في مصر 2011 عندما وقع الاختيار على 25 يناير يوما للاحتجاج بالتزامن مع عيد الشرطة، والاستنزاف الذي عانت منه تلك المؤسسة خلال أيام الاحتجاجات ما اضطر الدولة للاستنجاد بالجيش. ويحسب للأمن المغربي أنه كان في الصف الأول للتضحية، وأن مؤسسته سلكت أقوم مسلك للقضاء على الخطر الإرهابي بأقل تكلفة وبأكثر قدر من الفعالية وبمنهجية مغربية خالصة طوقت الخطر وجعلت المغرب في مأمن منه، رغم أنه كان من أكثر الدول المستهدفة بمخططاته التخريبية منذ 2003، ذلك أن من استهدف البيضاء بتلك التفجيرات الإرهابية كان يعي جيدا دلالة الزمان والمكان، وكان يود من خلالهما بعث رسائل، مشفرة وواضحة، عديدة في اتجاهات مختلفة ولأكثر من جهة، هدفها التشويش على احتفالات المؤسسة العسكرية والأمنية وإظهارهما مؤسستين ضعيفتين وغير قادرتين على تأمين البلاد والمغاربة، لذلك كان الرهان على استهداف شريان الحياة الاقتصادية وضرب أكبر تجمع بشري في البلاد لإظهار الإرهابيين كقوة لا تخشى أحدا وقادرة على ضرب المناطق التي يفترض أنها الأكثر أمنا. ياسين قُطيب