منع اقتناء الصدفيات في بعض المناطق ومهنيون يؤكدون خطورة التلوث على صحة المستهلكين دق المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ناقوس الخطر، بعدما سجلت أبحاثه المخبرية "وجود مواد بيولوجية بحرية سامة بكميات غير طبيعية في عدة سواحل بجهة البيضاء سطات". ودفع إعلان المعهد إلى التحذير من وجود المواد السامة، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى استنفار مصالحها بالجهة، خاصة بمنطقة "جمعة أولاد غانم" و"الدار الحمراء" و"سيدي داود"، خاصة أنه أشار إلى أن نتائج التحليلات أثبتت وجود "مواد سامة بكميات غير طبيعية في صدفيات هذه المنطقة". ودعت مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، التابعة للوزارة نفسها، إلى إخطار اللجنة المحلية المشتركة للمراقبة الصحية بالمنطقة، لتعزيز دورها الرقابي والتحلي باليقظة على المستوى المحلي، لضمان حظر وجمع وتسويق هذا النوع من الأحياء البحرية. كما أوصت الجهات المختصة المستهلكين بعدم التزود إلا بالمنتوجات المعبأة، والحاملة للملصقات الصحية المحددة لمصدرها، والتي تباع في نقط البيع المرخص لها (الأسواق الرسمية)، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن الصدفيات التي يتم بيعها، دون احترام المواصفات لا تتوفر على أي ضمانة صحية، وتشكل خطرا على الصحة العمومية. وقال مهنيون ل"الصباح"، إنه ليست المرة الأولى التي يعترف المسؤولون بوجود خطر التسمم في المنطقة نفسها، إذ تم تسجيل وجود مواد سامة في 2018 و2022، موضحين أن فترة الحجر الصحي شكلت استثناء، مشيرين إلى أن استمرار التلوث بالمنطقة يهدد الحياة البحرية، خاصة المواد الكيميائية التي تؤثر على الحياة البحرية، حيث تتسلل هذه المواد إلى خلايا الكائنات البحرية، وتتسبب في تدهور وظيفة الأنسجة، والأعضاء الخاصة بها، كما أن المواد الكيميائية الثقيلة مثل الزئبق والرصاص. وكيماويات تتسبب في فقدان قدرة الكائنات البحرية على تحمل الأمراض وفقدانها جزءا من قدرتها على القيام بمهام الحياة، المتعلقة بتنظيم درجة الحرارة والتنفس، والتغذية والإنجاب وما إلى ذلك. ودعا المهنيون أنفسهم إلى مواجهة الأضرار البيئية، التي تؤدي إلى تلف الكائنات البحرية، مشيرين إلى زيادة مستويات التلوث في مناطق كبيرة في السواحل المغربية. تجدر الإشارة إلى أن عدة دراسات تشير إلى تأثير العديد من المواد الكيميائية على الأحياء البحرية الدقيقة، ومنها مبيدات الحشرات، والمواد الكيميائية المستخدمة في صناعة البلاستيك والمطاط والأدوية، إضافة إلى الزئبق والرصاص والكادميوم وغيرها من المعادن الثقيلة، والمواد النفطية والكيماوية، المستخدمة في عمليات الحفر والاستكشاف والتطوير في البحار، والنفط ومشتقاته الذي يصيب الأحياء البحرية الدقيقة بشكل مباشر، ويمتد تأثيرها على سلسلة الطعام البحري بشكل واسع. خ . ع