مازال تنظيم المباريات نقطة سوداء في كرة القدم الوطنية، يبقى أكبر متضرر منها، المتفرج والأندية والمنظمين أنفسهم، فأين الخلل؟ أولا، في مونديال الأندية 2013، اعتمد المغرب تطبيقا خاصا للبيع الإلكتروني للتذاكر، وحضرت جماهير غفيرة من عدد من بلدان العالم، إلى أكادير ومراكش، وتلقت اللجنة المنظمة، حينها، تهنئة من الاتحاد الدولي "فيفا"، بعد النجاح الباهر لتنظيم تلك التظاهرة. لكن منذ ذلك الوقت، اختفى التطبيق الإلكتروني، ومعه بروتوكول التنظيم الذي تم اعتماده، كما لم تستفد الكرة الوطنية من أغلب الأطر والمسؤولين الذين أشرفوا على تلك التظاهرة، ونجحوا فيها إلى أبعد حد. ثانيا، لا تتوفر الأندية الوطنية على دفتر تحملات بخصوص تنظيم المباريات، خصوصا طريقة بيع التذاكر، التي تنبثق منها أغلب المشاكل الأخرى، إذ يفترض اعتماد تطبيق خاص للحجز والطبع، وبوابات إلكترونية في الملاعب، لضبط تلك التذاكر، لتفادي التزوير والنسخ، ومنع وصولها إلى القاصرين والمجرمين، كما يحدث حاليا. فنسخ التذاكر وتزويرها وترويجها في السوق السوداء وبيعها للقاصرين يتسبب في مشاكل كبيرة، قد تصل إلى درجة الفاجعة، كما حدث في مباراة الرجاء والأهلي، حين توفيت المشجعة نورة، وقبلها في مباراة الرجاء وشباب الريف الحسيمي، حين توفي مشجعان وأصيب أخرون. كما يفترض أن يلزم دفتر التحملات، كل ناد بتحديد إداري او مراقب للمباريات، يستحسن أن يكون أمنيا سابقا، يمكن للجامعة، أو العصبة الاحترافية، التواصل معه، ومواكبته، ومساءلته في حال وجود انزلاقات، أو إخلال بشروط الدفتر، على أساس أن يكون من صلاحياته ومسؤولياته الإشراف على العملية التنظيمية، والنسيق مع المصالح المختصة، مثل شركة الأمن الخاص والسلطات الأمنية، والمشاركة في اجتماع وضع بروتوكول تنظيم كل مباراة. فغياب هؤلاء المراقبين يجعل الصلاحيات مشتتة، ما تنتج عنه فوضى في إصدار التعليمات خلال المباريات، يصعب معها تحديد المسؤوليات، في حال حدوث خلل في التنظيم. ثالثا، التواصل مع المتفرجين مازال يتم بطريقة عشوائية، تبدأ من ظروف تسلم التذاكر، وظروف الاستقبال، والولوج، والخروج، كما أن التواصل مع جماهير الفرق يتم بطرق تعسفية، تحرض على الشغب والعنف أكثر من أي شيء آخر. رابعا، تقتصر مهام مندوبي المباريات التابعين للجامعة، على معاينة ما يحدث داخل الملعب، لكن من يراقب توفر شروط السلامة في الملاعب؟ ومن يراقب المآسي التي تحدث خلف الأبواب والمدرجات والشبابيك. هذا هو السؤال؟ عبد الإله المتقي