تحتفل القوات المسلحة الملكية، بمختلف مكوناتها، البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، بالذكرى السابعة والستين لتأسيسها، وسط أجواء من الاعتزاز والفخر، لما تقدمه هذه المؤسسة الوطنية، يوميا، من عناوين للشرف والبطولة والدفاع عن الثوابت والمقدسات. ففي مثل هذا اليوم، قبل سنوات، كانت النشأة، وكان ميلاد قواتنا المسلحة الباسلة، التي شكل نواتها، جنود وضباط وفدائيون في جيش التحرير، أذاقوا الاستعمارين الإسباني والفرنسي ويلات معارك وحروب في جميع المناطق وعلى درجة من التنسيق والوعي والوطنية والتلاحم مع العرش، انتهت، في ظرف وجيز، باستسلام أعتى الجيوش الأوربية في ذاك الوقت، ورضوخها للتوقيع على وثيقة الاستقلال. من هذه السلالة خرج الجيش المغربي، بكل مكوناته، ومن هذا الغرس المجيد، ومن هذه النطفة الوطنية المباركة، يحق لكل المغاربة أن يفخروا بأفراد القوات المسلحة الملكية بجميع مكوناتها، إذ من النادر ألا تجد منزلا، أو أسرة، أو عائلة مغربية، لا يوجد فرد منها ضمن حملة السلاح والشرف برتب مختلفة، في جبهة من الجبهات، وفي موقع من المواقع. إن القوات المسلحة الملكية، هي مجموع أبناء المغرب من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، من المدن والجبال والقرى والمداشر والقبائل، قد يختلفون في بعض الأشياء، لكن لن يختلفوا على حمل السلاح والذود عن حدود الوطن وترابه ومقدساته وثوابته حتى آخر قطرة من الدم. لقد فعلها الرجال والنساء البواسل في محطات مجيدة من تاريخ البلد، وكتبوا البطولات بمداد من الانتصارات، وهم مستعدون، في كل الأوقات، ليضعوا أرواحهم على أكفهم، لاستكمال مهام التضحية والدفاع، والوقوف ضد المتربصين والأعداء والحاقدين الذين جربوا، في عدد من المناسبات، أن الاقتراب من الحدود، هو طلب مجاني للموت. فتحية اعتزاز وتمكين إلى ضباطنا وجنودنا المرابطين في الحدود وخلف الجدار وفي كل نقاط التماس، والساهرين، في الليل والنهار، على مصالح البلد، واليقظين، في كل الأوقات، ضد جرائم التهريب وتحرك العصابات، والتصدي إلى كل من مازال في نفسه زيغ بالإساءة إلى المغرب، وزعزعة استقراره الأمني والسياسي. ولم يتأت للقوات المسلحة الملكية، بكل مكوناتها البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، أداء مهامها إلا باستشراف المستقبل والحرص الإستراتيجي على التكوين والتكوين المستمر في جميع المجالات، ومواكبة التطور الذي تعرفه علوم الدفاع، وعقد الشراكات وعلاقات التعاون الخارجي. لهذا بالضبط، كان الأمر اليومي، الذي أصدره جلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، واضحا في التركيز على هذا الجانب، مشددا على أهمية العمل على تطوير منظومة التخطيط والقيادة، فضلا عن امتلاك الإمكانيات التقنية الحديثة في مجالات حساسة، تشمل إدارة العمليات ونظم الدفاع والرصد والرقمنة، التي تستوجب إعداد وتأهيل العنصر البشري لمواكبة التغيرات. إنها المهام الجديدة للقوات المسلحة الملكية، المنسجمة مع مسلسل من التطور استمر لـ67 سنة دون انقطاع، وهي مهام لن تكون مستحيلة على جيش مغربي ووطني، عودنا على مقارعة الصعاب والمؤامرات والدسائس الخارجية. فالمستحيل ليس مغربيا، ولن يكون كذلك إذا تعلق الأمر بحماة الجدار، بالبواسل والأبطال وولاد الناس.. الذين لن يبدلوا تبديلا.