وديان ومحطة للرياضات الشتوية وشلالات لجذب السياح ما رفع أسهم مراكش في سوق الوجهات السياحية العالمية تنوع عرضها السياحي، ففي الوقت الذي يختارها البعض لتاريخها الثقافي والسياسي، يفضلها آخرون لتراثها الإنساني المتمثل في ساحة "جامع الفنا"، في حين يستهوي قربها من الجبال والوديان فئات أخرى من السياح. إنجاز: خالد العطاوي تلعب السياحة الجبلية دورا رئيسيا في تنويع المنتوج الذي تقدمه مراكش والجهة عموما، ما دفع عددا من المهنيين إلى تحديد الأولويات لجعل السياحة الجبلية قاطرة جديدة في رحلة المدينة لاعتلاء سلم السياحة عالميا، من خلال الاهتمام بالطابع الأصيل للمعمار المحلي، والتعريف بالمنتوج المحلي والمؤهلات الطبيعية التي يزخر بها الإقليم عن طريق وضع علامات التشوير، ولوحات الإرشاد والشرح، فضلا عن توحيد الخرائط السياحية والمصادقة عليها، والدفع بإحداث مسالك تربوية وثقافية عبر التضاريس الطبيعية للمنطقة، ووضع مرافق صحية بمواصفات حديثة تراعي الجانب البيئي في المسالك السياحية والقرى المعنية، وإنجاز دليل مرجعي للتعريف بالمؤهلات التاريخية والثقافية للمنطقة، وإحداث لجنة إقليمية دائمة متعددة الاختصاصات يشرف عليها عامل إقليم الحوز تتولى مهمة السهر على تتبع توصيات يوم دراسي حول السياحة الجبلية. مؤهلات طبيعية يبقى الجانب البيئي والمؤهلات الطبيعية للسياحة الجبلية محورا أساسيا لمواكبة القطاع، ما دفع مشاركين في أحد الأيام الدراسية إلى المطالبة بوضع جدولة على المدى القريب والمتوسط والطويل لتفعيل مختلف التوصيات، حتى يتم تتبعها ومراقبة مدى تفعليها، وتنظيم التواصل والتنسيق بين الفاعلين السياحيين ورؤساء الجماعات تحت إشراف الإدارة الوصية، وإحداث مجموعة عمل جهوية دائمة، هدفها السهر وتتبع تنمية السياحة الإيكولوجية، وتنظيم أنشطة بديلة محافظة على الغابة، مثل أفرنة وحمامات غازية جماعية، وتشجيع استعمال الطاقات المتجددة، إلى جانب وضع خطة عمل لحماية البحيرات الطبيعية، والاصطناعية من الانحرافات والسيول، إضافة إلى الاهتمام بالمعطى الإيكولوجي المتمثل في إحداث أحواض لتربية وتوالد الأسماك المحلية "التروتة"، قصد إعادة زرعها في المجاري المائية وتشجيع رياضة الصيد السياحي، وإنشاء صندوق جهوي لتمويل المشاريع المحلية المتعلقة بإحياء الغابة والمشاريع السياحية ذات الطابع الإيكولوجي. أوريكا ... جوهرة الوديان تعد منطقة "أوريكا" الواقعة بضواحي مراكش، أحد أبرز الوجهات الصيفية للراغبين في الاستمتاع بالسياحة الجبلية، إذ يقصدها زوار من داخل المغرب وخارجه. ويستهوي الهواء المنعش ومياه شلالات منطقة "أوريكا" الزوار من مختلف الفئات العمرية ومن عدة جنسيات، الذين يتوجهون إليها هربا من الحرارة المفرطة خلال فصل الصيف، والتي تكون سببا وراء انتقال بعض السياح والعائلات المراكشية إلى الفضاء ذاته، إذ يوفر المنتجع لزواره العديد من الخدمات، حيث توجد به فنادق صغيرة ومنازل للكراء ومطاعم ومقاه تقليدية، أغلبها يوجد على جنبات الطريق، حيث يرتادها الزوار من أجل تناول وجباتهم أو شرب الشاي، وسط فضاء جبلي. وما يجذب الزوار إلى منطقة "أوريكا" استمتاعهم بتناول وجبات محلية، غالبا ما تكون عبارة عن طاجين أو لحم مشوي، والتي تلائم مختلف القدرات الشرائية للعائلات التي تختارها وجهة لقضاء عطلة الصيف. وساهم الإقبال الكبير للزائرين على منتجع "أوريكا"، في إحداث حركية تجارية وازدهار اقتصادي بالمنطقة، التي تعتمد بالدرجة الأولى على الفلاحة والنشاط السياحي، وتعرف رواجا تجاريا مهما مع حلول فصل الصيف. ويتميز المنتجع السياحي "أوريكا" بجمال طبيعته وسحرها، حيث يوجد في منطقة جبلية تتميز بشلالاتها، التي غالبا ما تجذب كثيرا من الزوار من بينهم أجانب تعرفوا على المنطقة وأصبحوا أوفياء لزيارتها. وتعتبر شلالات "أوريكا"، أحد أبرز المسارات المائية بإقليم الحوز، والتي تعتمد على ذوبان مياه الثلوج المنحدرة من أعالي الجبال، وتمنح الزوار الذين يسبحون فيها مزيدا من الانتعاش والمتعة وسط مياهها العذبة. "ستي فاضمة"... عروس المنتجعات تعتبر "ستي فاضمة" عروس منتجع "أوريكا" السياحي، وإحدى ركائز أهداف سلطات إقليم الحوز التي تضع "ستي فاضمة" و"أوريكا" محور مبادرتها الإنمائية دعما للسياحة الجبلية، التي يعتبر الإقليم مؤهلا للعب دور الريـــــــادة بها. وتنقسم "سيتي فاضمة" إلى جزأين، الأول وهو القرية الطينية على يمين النهر، أما الجزء الآخر بالضفة الأخرى من النهر فـتوجد فيه العديد من المطاعم، والمقاهي وكذلك الطرق الصغيرة والصعبة المؤدية إلى الجبل، والتي تقود الزائر لاستكشاف الشلالات السبعة، فيما تمتلئ زوايا النظر عبر الجنبات الرائعة بأشجار الكاليبتوس والصفصاف والزيتون. وتقدم "ستي فاضمة" طبقــا سياحيا مميـــزا، فمــن حديقــة الأعشاب الطبية التي يزيـــدها تموقعها في جبال الأطلس غنى وتنوعا، إلى حديقــــة "تيماليزين" التي تتـــوفـــر على عدة أنــواع من النباتات، بعضها لا يوجد إلا فــــي تلك المنطقــــة، مــــرورا بضيــعة لإنتــــاج الزعفـــران التــــي تكون في عـــز بهائها خلال فترة جنيـــه من نهايـــــة أكتــــوبر إلــى منتصف نونبــــــــر، وصــــولا إلـــى ستــــي فاضمة، التــــــي تقع على علو 1500 متر عن سطــــح البحــر، حيث تنتهي الطريــــــــــــــق المعبـــدة، فاسحة المجال لبداية الرحلات الاستكشافية للجبال المجاورة. "أوكايمدن"... الرياضة الشتوية تستقطب محطة "أوكايمدن" هواة السياحة الجبلية والرياضات الشتوية، خصوصا خلال أيام نهاية الأسبوع، إذ هي المحطة الوحيدة من نوعها بالمغرب التي تضع معداتها التقنية رهن إشارة ممارسي التزحلق على الجليد. وعرفت المحطة، في السنوات الأخيرة، اهتماما خاصا من قبل السلطات والفعاليات المحلية، إذ أحدثت لجنة إقليمية أوكلت إليها مباشرة مجموعة من التدابير، والإجراءات بهدف تأهيل هذا الموقع بقصد تهييئ الظروف الملائمة لعشاق السياحة الجبلية والرياضات الشتوية، بإحداث مواقف خاصة بوسائل النقل من مختلف العربات، كما تم تنظيم أماكن إيداع مستلزمات التزحلق، وتم تهييء الطريق الإقليمية رقم 2030 مع اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة لتحويل الاتجاه عبر الطريق رقم 2028 (إمي نلغار) في حالة الضرورة، استعدادا لاستقبال أزيد من 15 ألف زائر و500 سيارة وحافلة أسبوعيا. ويشتد الإقبال على محطة "أوكايمدن" خلال نهاية الأسبوع، حيث يضاف الآلاف من طلاب المدارس والجامعات، ممن يأتون في رحلات جماعية، إلى كثير من سياح الداخل القادمين من شتى مناطق ومدن المغرب، إضافة إلى السياح الأجانب، الذين يقفون مشدوهين أمام هذا الغنى الطبيعي، الذي تتميز به المنطقة، حيث يمكن للزائر أن يستمتع بالصحراء والجبال والثلوج في اليوم نفسه. وتبدأ متعة زيارة "أوكايمدن" قبل الوصول إليها، فعلى طول الطريق، الفاصلة بين مراكش والمحطة الشتوية، التي يمكن أن تستغرق نحو ساعة ونصف الساعة، يصادف الزائر جمالا طبيعيا، بخضرته وبناياته وسكانه، وحين يصل إلى أعلى المحطة، سيكون عليه أن يكتشف تنوع المنطقة الجغرافي، حيث الخضرة والتربة الحمراء، التي تمتد رمالا ذهبية خلف المرتفعات، التي تنفتح على الصحراء المترامية الأطراف، إلى الجنوب. ويجد زوار المحطة في استقبالهم مدربين وأدوات للتزلج معروضة للكراء، تتراوح بين 100 درهم و170 درهما، كما توفر لهم المطاعم والمقاهي فرصة إدخال بعض الدفء إلى المعدة. وتستمر فترة وجود الثلوج بمنطقة أوكايمدن أكثر من 120 يوما، تمتد من منتصف دجنبر إلى منتصف أبريل، غير أن فرصة التزحلق على الجليد، بالشكل المطلوب، عادة ما تنحصر ما بين يناير وفبراير. ويرى زوار منطقة "أوكايمدن"، الذين يستمتعون بتنوع وروعة طبيعتها، أن المحطة تشكل فضاء للترويح عن النفس والترفيه، خاصة في الأوقات التي تسجل فيها التساقطات الثلجية، خاصة أن المحطة تتوفر على بنية استقبال مهمة، خصوصا أنها تتوفر على أعلى عربات معلقة بسلك واحد بإفريقيا، يصل علوها إلى 2300 متر، وستة "تيليسكي"، فضلا عن عدد من الفنادق والمطاعم والمنتجعات الجبلية. كما تعمل سلطات عمالة إقليم الحوز على توفير الظروف الملائمة لتأهيل محطة "أوكايمدن"، بداية بتوفير الأمن، عبر نشر أزيد من 50 عنصرا من القوات المساعدة وعناصر الدرك الملكي بالمحطة، وتهيئة محطة وقوف السيارات، مع تخصيص ثلاث سيارات الإسعاف، ووضعها رهن إشارة مرتادي المحطة، إلى جانب الاهتمام بالإرشاد والعمل على الضبط والمواكبة، ومراقبة المطاعم ومحلات الأكل السريعة.