لم يعد من شغل لدى بعض المستشارين البرلمانيين، وأغلبهم رجال أعمال وفلاحون كبار ومستثمرون في قطاعات مختلفة، سوى مطاردة بعض الوزراء في "كولوار" المؤسسة التشريعية، بحثا عن تحقيق مكاسب، والمكاسب هنا تختلف باختلاف "الملفات المطلبية". وحسنا فعل وزير في حكومة أخنوش، المعروف بصرامة مواقفه، عندما خاطب أحد المستشارين، الذي اقترب منه، وهو يتأهب لدخول قاعة الجلسات من أجل متابعة مداخلة أخنوش حول السياسة السياحية، الثلاثاء الماضي، "عافاك حتى تجي عندي للمكتب، ونهضرو في الموضوع". منظر بئيس يتكرر في كل مرة، مع وزراء محددين، إذ يغادر برلمانيون، لهم مصالح، قاعة الجلسات، ليطاردوا وزراء محددين، نظير لقجع والمنصوري وبركة ولفتيت. "حشومة وعيب" أن تتحول المؤسسة التشريعية إلى فضاء أرحب لقضاء أغراض برلمانيين، لهم مصالح خارجها. فبدل أن يدافعوا عن ملفات ناخبي دوائرهم، وما أكثرها، تجدهم يدافعون عن مشاريعهم، أو مشاريع أصدقائهم، أو يطلبون إعفاء ضريبيا غير مستحق. وبئس البرلمان. عبد الله الكوزي