يدرسون في المنازل ويتقاضون رواتب بين 150 درهما و300 درهم للساعة أصبح حضور أستاذ إلى المنازل لتقديم ساعات إضافية «بريستيج» الأسر الميسورة، خاصة أن سعر الساعة يتراوح بين 150 درهما و300 درهم، حسب «احترافية» الأستاذ ونوعية المادة. ويكثر الإقبال على أساتذة الساعات الإضافية، مع اقتراب امتحانات الباكالوريا، ففي الوقت الذي فتحت مدارس خاصة أبوابها ليلا للساعات الإضافية، يفضل آخرون تقديمها في المنازل، إذ ينشر عدد منهم أسماءهم في مواقع التواصل الاجتماعي وأرقام هواتفهم مع تجديد أتعابهم، التي تختلف حسب العرض والطلب. وقال أحد الآباء إن تدريس الأستاذ لابنه في المنزل يكلفه مالا كثيرا، إلا أنه لا يمانع في ذلك لأسباب عديدة، منها أن التلميذ يستوعب بسرعة المعلومات وشرح الأستاذ، في الوقت الذي ربما لا يستطيع ذلك في فصل يتكون من 30 تلميذا، إضافة إلى أن الملقن نفسه يتكلف بإجراء تطبيق للدرس في المنزل، تحت أعين أولياء التلاميذ. ويصبح أستاذ المواد العلمية «عملة نادرة» مع اقتراب امتحانات باكالوريا، فأستاذ الرياضيات والفيزياء، مثلا، أكثر طلبا ويكلف أجرا مرتفعا، مقارنة مع باقي زملائه، خاصة في الشعب العلمية، ما جعل عددا منهم يفضلون المنازل لتدريس التلاميذ، علما أن المادة الواحدة يخصص لها، في المعدل، ثلاث ساعات أسبوعيا. وظهرت بعض آثار الغنى على عدد من أساتذة الساعات الإضافية بالمنازل، حسب قول والد أحد التلاميذ، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن الأستاذ لا يخفي ثراءه، سواء من الملابس الفارهة التي يرتديها أو السيارة التي يقودها في تنقلاته بين المنازل، بالمقابل يتحدث أستاذ، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الأمر يتعلق برغبة زملائه في الظهور أمام الآباء في مظهر يليق بما يتقاضاه من مبالغ مالية، ف»المسألة تتعلق بالمظاهر أساسا». ويوضح أحد التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات، أنه لجأ لحصص الدعم بهدف تعزيز مكتسباته الدراسية في الفصل، ويعتبر أن الساعات الإضافية أصبحت ضرورة لابد منها، مشيرا إلى أنه كان مجبرا عليها في إحدى المدارس الخاصة، إلا أن سوء استيعابه للدروس دفعه إلى الاستعانة بأستاذ خاص في المنزل، خاصة في مواد الرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض، وهي من المواد الأساسية التي تستوجب ساعات إضافية، لكل تلميذ يرغب في الحصول على معدلات مرتفعة، بالنظر إلى المعامل المرتفع لها، والذي يؤثر بشكل كبير في المعدل العام للسنة. خالد العطاوي