"تعليمات الفوق"، هي الجملة التي تتردد يشكل كبير داخل أوساط قضاة الودادية الحسنية، مع اقتراب عقد جمعهم العام، لانتخاب رئيس جديد للودادية. تلك الجملة يتم الترويج لها بشدة لاستمالة أصوات الناخبين لفائدة مرشح لم يعلن بعد عن ترشيحه بشكل رسمي. "تعليمات الفوق" محاولة لسد باب التباري أمام القضاة الراغبين في الترشح للمنصب، و"تخويفهم"، وهي سبة أكثر منها دعم لذلك المرشح، الذي إن صدقت تلك الإشاعات التي تغزو بعض المجالس الخاصة للقضاة، فإن أقل ما يمكن أن يقوم به هو التنحي عن المشاركة في الانتخابات، مادام أنه لا يستطيع إقناع زملائه ببرنامجه الانتخابي، ويبحث عن مظلة تحميه، وأن تلك الإشاعات تضر الجهة التي يتباهى بمظلة حمايتها. الودادية الحسنية للقضاة تحدث عنها الملك محمد السادس في خطاب افتتاح دورة المجلس الأعلى للقضاء في فاتح مارس 2001، وطالبها بـ "حمل مشعل استقلال القضاء، والدفاع عن حقوق القضاة، وتحديد النهج القويم لعملها، ومساهمتها في إصلاح القضاء"، فلا يمكن أن يتم مسح تاريخها العريق بجرة قلم و"بتعليمات من فوق". نتمنى في الأخير أن يكون الأمر مجرد إشاعة أو زلة لسان، لم تحسب عواقبها. كريمة مصلي