“سيام 15″… الابتكار لرفع التحديات

المملكة المتحدة تستعرض تجربتها في تدبير ندرة المياه والاستثمار في الفلاحة المستدامة تشكل الدورة 15 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، موعدا وطنيا ودوليا مهما لتسليط الضوء على تطورات القطاع الفلاحي بالمغرب، بعد ثلاث سنوات من الغياب، بسبب الجائحة، وفي ظل موسم فلاحي يتسم بالجفاف وتراجع إنتاج الحبوب، والصعوبات التي تواجهها مختلف سلاسل الإنتاج، جراء ارتفاع أسعار المواد، المستعملة في النشاط الزراعي. ستعرف الدورة 15 للمعرض الفلاحي تحت شعار "الجيل الأخضر... من أجل سيادة غذائية مستدامة"، عرض التطورات التي عرفها القطاع، خصوصا تلك المتعلقة بالبحث والتطوير والتكنولوجيات، وإستراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030». وأكد محمد صديقي، وزير الفلاحة أن المعرض أصبح أحد أكبر الملتقيات الفلاحية في العالم، ويتمتع بإشعاع دولي ويجمع بين الفاعلين والمهنيين، موضحا أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى ترسيخ المكاسب التي حققها مخطط المغرب الأخضر، من خلال تبني رؤية جديدة للقطاع الفلاحي، وتكريس حكامة جديدة، وإرساء وسائل حديثة في خدمة القطاع الفلاحي. كما يشكل المعرض ملتقى حقيقيا للتبادل والتواصل بين رجال الأعمال، وفضاء للعرض بامتياز ومحفزا لمشاريع الأعمال، وقد أضحى أول معرض على المستوى الإفريقي، ومن بين أفضل المعارض المخصصة للقطاع على المستوى العالمي، حيث ستتاح الفرصة للعارضين لتثمين منتجاتهم والترويج لأنشطتهم، وتسليط الضوء على ابتكارات كل سلسلة فلاحية وفرصة لاكتشاف جميع التطورات في مختلف المجالات، التي تشكل سلسلة القيمة للقطاع الزراعي. وتتميز الدورة 15 بحضور المملكة المتحدة ضيف شرف في المعرض، حيث سيكون فرصة لعرض التجربة البريطانية في القطاع الرئيسي، وهي المشاركة، التي ستسمح، حسب سيمون مارتن، سفير المملكة المتحدة بالمغرب، بتطوير مؤهلات التعاون الفلاحي بين البلدين. وأشاد توم هيل، القنصل العام للمملكة المتحدة بالبيضاء والمدير الإقليمي لقسم الأعمال والتجارة بالمملكة المتحدة، بالنسخة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، باعتبارها فرصة سانحة لإقامة روابط بين المقاولات البريطانية والمقاولات المغربية، من خلال مختلف اجتماعات الأعمال التجارية. وأكد هيل في حوار صحافي لوكالة أنباء المغرب العربي، أن جناح المملكة المتحدة سيمتد على مساحة 400 متر مربع واقعة في قلب القطب الدولي، بصفتها دولة الشرف. كما ستشمل هذه المساحة ما يفوق 30 مقاولة بريطانية عارضة، تمثل القطاعات الفلاحية الرئيسية، خاصة التكنولوجيا الفلاحية والآلات والاستدامة والبستنة واللوجستيك. وأوضح هيل أنه تمت صياغة وتخصيص برنامج متنوع، حيث سيشارك أكثر من 60 خبيرا بريطانيا في ندوات حول موضوعات تهم ندرة المياه، والاستثمار في الفلاحة المستدامة، والبحث والتطوير، والتنوع البيولوجي الفلاحي التكنولوجي. كما يشكل الملتقى فرصة سانحة لتقديم المنتجات البريطانية والاحتفاء بها، إذ ستمثل بوفد يضم أزيد من 70 خبيرا وممثلا عن الحكومة البريطانية، برئاسة وزير البيئة والغذاء والشؤون القروية البريطاني، اللورد ريتشارد بينيون، إلى جانب حضور مقاولات مثل شركة "إيمرسون" التي تهتم بتطوير مشروع الخميسات لإنتاج البوتاس بشمال المغرب، باعتباره مكونا رئيسيا للأسمدة الضرورية لضمان الأمن الغذائي. تحول فلاحي بعد "البريكسيت" شقت المملكة المتحدة طريقها نحو فلاحة مستدامة، قائمة على مقاربات جديدة، من أجل قطاع فلاحي متجدد في أفق 2028. وانطلقت مرحلة التحول الفلاحي بالمملكة المتحدة، التي يقوم اقتصادها أساسا على قطاع الخدمات، في فاتح يناير 2021. وتعتزم وزارة البيئة والغذاء والشؤون القروية، ما بين 2021 و2027، الخفض التدريجي للمساعدات المباشرة غير المستهدفة قبل إلغائها بشكل نهائي، بغية استثمار هذه الأموال في دعم الفلاحة بسبل مختلفة، سيما عبر الدفع للفلاحين، بهدف تحسين البيئة وصحة الثروة الحيوانية، وخفض انبعاثات ثنائي أوكسيد الكربون. وتطمح الوزارة، في أفق 2028، إلى بلوغ قطاع فلاحي متجدد، ينتج أغذية صحية لفائدة الاستهلاك المحلي أو الخارجي، حيث يمكن للاستغلاليات الزراعية أن تكون مربحة ومجدية اقتصاديا دون الحاجة إلى الدعم. ومنذ "بريكسيت" وخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي، تم اعتماد القانون الخاص بالفلاحة 2020، بهدف إتاحة إطار قانوني يمكن الحكومة من تطوير مقاربات مختلفة لدعم الفلاحة مستقبلا. وضمنت الحكومة الميزانية السنوية الحالية للفلاحين بشكل سنوي، حتى 2024، وفقا لإحاطة بحثية أجرتها مكتبة مجلس العموم، وهي خدمة للمعلومات والأبحاث يوجد مقرها بالبرلمان البريطاني. برحو بوزياني

“سيام 15″… الابتكار لرفع التحديات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إستراتيجيتان متكاملتان للقطاع الفلاحي

"التولال"... الزوائد المزعجة

مقالات ذات صلة