المسعودي الفاعل الجمعوي قال إن القطاع يحتاج مخططا للإنقاذ وليس للتنمية باتت الحكومة والفلاحون ملزمين بالبحث عن مزروعات بديلة، للتعايش مع ندرة المياه، وتوالي سنوات الجفاف، حسب معطيات حصلت عليها "الصباح" من مهنيين وتقنيين. ورغم تعاقب المواسم الفلاحية الجافة في السنوات الأخيرة، فإن الفلاح المغربي مازال وفيا لزراعات، مثل الذرة ومختلف أنواع البطيخ والدلاح الأحمر والجزر، التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، وتستنزف الفرشة المائية. يقول مراد المسعودي، فاعل جمعوي، ومهني في القطاع الفلاحي، "الجميع أصبح متأكدا من أن الجفاف أصبح ظاهرة شبة مزمنة، وهذا الأمر كان من المفروض أن يدفع الحكومة إلى وضع مخططات استباقية للتعايش مع الوضع الجديد". وأضاف المسعودي "هناك إجراءات تتخذ من وقت لآخر، للتخفيف من آثار الجفاف، وبغض النظر عن الاختلالات المسجلة والملاحظات التي قدمناها في هذا الإطار في أكثر من مناسبة، يجب أيضا التفكير الآن في خطط بديلة للتعايش أكثر مع هذه الظاهرة، عوض الاكتفاء بحلول ترقيعية؟. وأكد المسعودي في تصريح ل"الصباح"، "اليوم نعرف أن زراعات مثل الذرة، التي تزرع على نطاق واسع، لأنها مادة رئيسية في علف الماشية، تتطلب كميات كبيرة من الماء، وتستنزف الفرشة المائية، لكن مع ذلك لم تفكر وزارة الفلاحة في زراعة بديلة لتعويض الذرة، مثل دعم مشاريع كالشعير المستنبت، على غرار بلدان أخرى سبقتنا في هذا المجال، مثل مصر وسوريا". وقال "تزايد الطلب على الذرة، وتكلفتها المرتفعة، في ظل ندرة المياه، أديا إلى ارتفاع ثمنها، وهذا بدوره أرهق الفلاح، خصوصا مربي الماشية، في غياب أي أفكار أو مقترحات بديلة". وأكد المسعودي "بالنسبة إلى الدلاح والبطيخ، بكل أنواعه، والجزر، فسمعنا أن هناك منعا في بعض المناطق، من خلال عدم دعم مشاريع السقي بالتنقيط، لكن شخصيا أفضل دعم منتجات أخرى، لأنه تصعب مراقبة أنشطة الفلاح، أو تغيير عاداته الفلاحية، وبالتالي يفترض مساعدة هذا الفلاح ومواكبته على تغيير ثقافته وعقليته، لكي تصبح مناسبة للظروف الحالية". ولفت المسعودي الانتباه إلى ضرورة مواكبة الفلاحين في كل منطقة، لأن لكل جهة خصوصياتها، وقدراتها على تحمل الجفاف، وبالتالي يجب التفكير في برامج جهوية للقطاع الفلاحي، عوض برنامج أو مخطط وطني". ودق المسعودي ناقوس الخطر حول مندوبيات وزارة الفلاحة في الأقاليم والجهات، مشيرا إلى أن هناك سوء فهم كبير حول مهامها، خصوصا في ما يتعلق بدورها كقوة اقتراحية، ومواكبة للفلاحين، ومساعدتهم على إيجاد حلول لمشاكلهم، ومد الوزارة بتقارير وإحصائيات يمكن الاعتماد عليها في أي مخططات. وختم المسعودي تصريحه بالقول إن القطاع الفلاحي في ظل تعاقب سنوات الجفاف وفشل برامج الحكومة، أصبح في حاجة إلى مخطط مستعجل للإنقاذ وليس للتنمية. عبد الإله المتقي