يحدث معاناة كثيرة ويتطلب رعاية طبية للشفاء منه يحدث الناسور الشرجي من الأمراض التي يشعر أغلب المصابين بها بالإحراج والخجل في التحدث عنها، وأيضا في التوجه إلى الطبيب لعلاجها. ويسبب الناسور الشرجي الكثير من الألم والتعب والإزعاج لدى المصابين، كما يتطلب رعاية طبية للشفاء منه. ويؤدي الناسور الشرجي إلى الشعور بتورم مؤلم في الشرج ونزول القيح والإفرازات . عن أعراض الناسور الشرجي وأسبابه وكيفية تشخيصه وعلاجه ومحاور أخرى تتحدث الدكتورة حسناء مبتسم، طبيبة عامة، ل"الصباح" في الورقة التالية، التي تضم مواضيع أخرى منها تسليط الضوء على مضاعفاته ونصائح للتعامل معه. في ما يلي التفاصيل: يسبـب السرطـان إهمال علاجه يؤدي إلى التهابات وسلس البراز يمكن أن يؤدي التأخر في تشخيص وعلاج الناسور الشرجي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الالتهابات والجروح الفتقية وحتى السرطان في بعض الحالات النادرة، حسب ما أكدته العديد من الدراسات الطبية. ويقول الأطباء إن الناسور الشرجي يمكن أن يسبب العديد من المشاكل النفسية، مثل الإحراج والتوتر، إلى جانب تأثيرات سلبية على نمط الحياة للمصاب به. ويساعد التشخيص المبكر والعلاج المناسب في الوقاية من مضاعفات الناسور الشرجي وتحسين جودة حياة المصاب به، لذلك، يجب على من يعانونه التوجه للطبيب المختص للحصول على العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن. ومن بين المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالناسور الشرجي معاناة المصابين به في بعض الحالات، مشكل سلس البراز. وتعتبر من الأولويات الرئيسية للأطباء تجنب سلس البراز الناجم عن استئصال الكثير من العضلات أو قطعها، وبالتالي يختار الطبيب طريقة الجراحة الأكثر ملائمة للمريض بعد تقييم نوع الناسور الشرجي، سواء كان بسيطا أو معقدا. ويؤدي إهمال علاج الناسور الشرجي، حتى لو كان صغير الحجم، إلى زيادة اتساع قناته، وبالتالي تدمير عدد من أنسجة منطقة الشرج المحيطة، ما يؤثر على قدرة المصاب في التحكم بعملية التبرز وبإطلاق الغازات، إلى جانب أنه تنتج عنه عدوى تسمم تنتشر لباقي أنحاء الجسم. وتشمل عوامل الخطر للإصابة بالناسور الشرجي عدة أمور، منها خراج شرجي سبق تصريفه، وكذلك داء "كرون" أو مرض أمعاء التهابي آخر، إلى جانب التعرض لإصابة جسدية في منطقة الشرج. ومن بين عوامل الخطر كذلك التعرض لعدوى في منطقة الشرج، والخضوع لجراحة أو العلاج بالإشعاع للسرطان الناتج عنه. ويصيب الناسور الشرجي في معظم الأحيان الأشخاص البالغين، وخاصة في سن 40 عاما، لكن قد يصيب من هم أقل سناء، سيما، إذا كان هناك تاريخ مرضي مسبق للإصابة بداء "كرون". وأكدت عدة دراسات أن الإصابة بالناسور الشرجي تصيب في كثير من الأحيان الذكور، أكثر من الإناث. ويشعر كثير من المصابين بقلق شديد نتيجة الخوف من تكرار الإصابة بالناسور الشرجي، الأمر الذي يقول بشأنه الأطباء إن فرص التعرض إليه مرة أخرى تتباين بشكل كبير حسب نوعه. أمينة كندي رقــــــــم: 6 خطوات لحياة أفضل يحتاج المصاب بالناسور الشرجي إلى اتباع عدة خطوات من أجل نمط حياة أفضل وضمنها ست خطوات، أولاها الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، خاصة الخضر بشكل يومي. وتعتبر ثاني خطوة مهمة شرب الكثير من الماء، إذ لا ينبغي أن يقل عن لتر ونصف في اليوم، بينما ثالث خطوة، الحفاظ على جفاف منطقة الشرج، خاصة بعد الاستحمام. وحتى يتفادى المصاب بالناسور الشرجي المضاعفات والآلام الناتجة عنها، فإن رابع خطوة مهمة هي تفادي الإصابة بالإمساك عن طريق تناول أطعمة مفيدة للجهاز الهضمي. أما خامس وسادس خطوة مهمة على التوالي، فهي المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وزيارة الطبيب من أجل الفحص المستمر. ومن جهة أخرى، يقول الأطباء إن استعمال الأعشاب لا يعالج حالات الناسور الشرجي، لكنه يخفف من الشعور بالأعراض المؤلمة المصاحبة له. ومن الأعشاب الطبيعية التي لها دور في تخفيف الالتهاب والحد من انتشار العدوى البكتيرية، الكركم، إذ يحتوي على مادة الكركمين التي تعمل مطهرا للجروح ومخففا من الشعور بالألم. ويمكن كذلك استعمال مشروب الزنجبيل، باعتباره يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا وتساعد في تنظيم عملية الهضم والإخراج. إ.ر نــصــيـــحــة: الماء والألياف ينصح الاختصاصيون لتجنب مشاكل الأمعاء وآلام التبرز، باتباع مجموعة من الخطوات منها اعتماد نظام غذائي صحي غني بالألياف، وشرب الماء بشكل كاف، واستخدام ملينات ومسهلات بعد استشارة الطبيب. وينصح أثناء الجلوس على المرحاض، برفع القدمين عن الأرض باستخدام مقعد صغير، وتنظيف الجرح بالماء الدافئ بعد التغوط، ومن ثم تجفيف المنطقة بقماش ناعم. ويقول الأطباء إنه من الأفضل تجنب استخدام مناشف القماش لتنظيف الجرح، والالتزام بالشاش والمواد الطبية فقط، وعدم استخدام العطور، أو الكحول، أو أي مواد أخرى مخالفة لتعليمات الطبيب، لأنها قد تبطئ عملية التئام الجرح. ومن النصائح المهمة الواجب اتباعها أيضا النوم على الجنب لتقليل الشعور بالألم وتخفيف الضغط عن مكان عملية الناسور، وارتداء الملابس الفضفاضة والواسعة، والجلوس على وسائد ناعمة أو دائرية لتقليل الضغط عن الجرح عند الجلوس. إ.ر الأمراض المنقولة جنسيا من أسبابه الدكتورة مبتسم قالت إن العلاج غالبا ما يكون جراحيا والألياف تساعد على الاستشفاء بعد العملية قالت الدكتورة حسناء مبتسم، طبية عامة، إن الناسور الشرجي يسبب ألما شديدا للمصاب، ويؤثر بشكل واضح على حياته اليومية، مبرزة أن أسبابه متعددة، من بينها بعض الأمراض المنقولة جنسيا، مضيفة أن العلاج غالبا ما يكون جراحيا، وأن هناك عددا من الخطوات بعد العملية الجراحية، وجب التقيد بها تفاديا لعودة المرض. وفي ما يلي نص الحوار: < يسمى أيضا الندبة الشرجية، وهو تجويف أوقناة صغيرة تتكون بالقرب أو حول فتحة الشرج أو المستقيم (مكان خروج الغائط من الجسم)، تكون مليئة بالقيح، تسبب ألما شديدا، وغالبا ما يستدعي علاجها تدخلا جراحيا. < يتكون غالبا نتيجة جرح أو تعفن، وقد تكون أيضا من أعراض الإصابة ببعض الأمراض، أو بسبب عملية جراحية، وقد يكون المرض مزمنا على شكل سيلان شرجي مقيح، ويكون مصحوبا بحكة والتهاب موضعي، ويضايق المصاب في حياته اليومية، ويمكن أيضا أن يصاب الشخص بشكل مباغت بالمرض، ويكون على شكل تقيح محيط بفتحة الشرج، يسبب ألما للمريض، وقد يصل إلى مرحلة يصعب معها الجلوس أو الوقوف، وقد يكون مصحوبا بارتفاع درجة حرارة الجسم، وتعب شديد. وهناك بعض الأمراض التي وجب على المصابين بها الحذر من الندبة الشرجية، من قبيل المصابين بمرض "الكرون"، أو مرض السل المعوي، إضافة إلى بعض الأمراض المنقولة جنسيا، من قبيل مرض "النوار" و"الكلاميديا". ويضاف إلى الأسباب أيضا التعرض لعلاج السرطان الإشعاعي، أو بعد جراحة موضعية بالقرب من فتحة الشرج، ناهيك عن بعض الأسباب التي قد نهملها، مثل الإسهال المزمن أو البواسير التي لا يتم علاجها بشكل فعال، إضافة إلى بعض حالات الإصابة بالإمساك. < تكون الأعراض عبارة عن سيلان قيحي في الجلد المحيط بالشرج، وآلام حادة مهيجة خاصة عند التغوط، إضافة إلى حكة شرجية، وارتفاع درجة حرارة الجسم عندما تتكون تقرحات جلدية تمنع المصاب من الجلوس. < يقوم الطبيب المختص بإجراء فحص حول المنطقة الشرجية، باحثا عن فتحة الناسور الشرجي، وقد يلجأ إلى فحص المنطقة بالرنين المغنطيسي لتحديد مدى عمق الندبة، كما يمكن اللجوء إلى المنظار التصويري، عن طريق قناة الناسور، وقد يحتاج أحيانا إلى فحص تحت التخدير في غرفة العمليات. < في الغالب يحتاج العلاج إلى الجراحة، لكن يجب تحديد وعلاج الأسباب التي أدت إلى الإصابة، مثل الإمساك والانتفاخ، أو التعفنات الناتجة عن الأمراض المنقولة جنسيا. ومن أجل إتمام نجاح جراحة الناسور الشرجي، ينصح باتباع عدد من النصائح، من قبيل استخدام ملينات لمدة لا تقل عن أسبوع، لتجنب الإصابة بالإمساك، واتباع نظام غذائي غني بالألياف، مع الإكثار من شرب الماء، مع تناول المضادات الحيوية التي يحددها الطبيب المختص، إضافة إلى التحذيرات الموضعية للتقليل من الألم، والتي تمكن من تجاوز بعض المضاعفات بعد العلاج الجراحي، من قبيل عودة الناسور الشرجي، أو فقدان القدرة على التحكم في الأمعاء، نتيجة التأثير على العضلات العاصرة في فتحة الشرج. أجرى الحوار: عصام الناصيري - خريجة كلية الطب بالبيضاء - حاصلة على دبلوم طب الشغل بالبيضاء - طبيبة مستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد السقاط بالبيضاء - عضو جمعية شباب المدينة للثقافة والتنمية