زيدوح...أوراق من الاستقلال (الحلقة الأخيرة) اليازغي استبعد حزب "الميزان" من أجندة الحكومة ليثير فتنة البحث عن أغلبية يعد حزب الاستقلال، أحد أقوى الأحزاب السياسية بالمغرب، لتاريخه العتيد، ومواقفه المتنوعة التي أسهمت في تطوير مؤسسات البلاد من خلال قرارات اتخذتها شخصيات كثيرة بصمت تاريخ هذا الحزب. وفي هذا اللقاء يحكي محمد زيدوح، القيادي الاستقلالي، الطبيب الجراح، وبرلماني بمجلس المستشارين، وقائع من تاريخ الحزب تشهد على دور الشخصيات الكاريزمية التي غيرت مسار أحداث بعينها، من محمد بوستة، ومحمد الدويري، وعبد الرزاق أفيلال، وحفيظ القادري، ومحمد الوفا، وآخرين ...وطرائف الالتحاق بالحزب في البداية وخضوعه للمساءلة، ولقاء الطفل زيدوح، بعلال الفاسي، والمؤامرات التي وقعت في مؤتمرات. إعداد : أحمد الأرقام وقع سوء تفاهم بين قادة الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، قبيل تشكيل حكومة التناوب التوافقي الثانية، حين قال محمد اليازغي إن حزب الاستقلال ليس في أجندة الحكومة، وذلك قبل تعيين الوزير الأول الذي سيكلف بتشكيل أعضائها. تحرك كل حزب في اتجاه جمع تحالفات مع أحزاب أخرى لتشكيل الأغلبية، فوقعت خلافات جعلت جلالة الملك محمد السادس يعين إدريس جطو، وزيرا أول. وللصدف السياسية أن الفرق بين الاتحاد الاشتراكي، المحتل للرتبة الأولى، والاستقلال صاحب الرتبة الثانية، هو مقعد واحد، وما أثار النقاش هو عودة اثنين من مرشحي الاستقلال الفائزين في الانتخابات مجددا إلى صفوف الحزب، بعدما تعذر عليهما الحصول على التزكية من قبل الأمين العام لأسباب تقنية، فأصبح بذلك عدد الاستقلاليين في سبورة الانتخابات أكبر من عدد الاتحاديين، لكن الشرخ الذي حصل بين قادة الحزبين أدى إلى تعيين إدريس جطو، وزيرا أول. رغم استعادة الاستقلال لنائبيه، فإنه لا يعتد إلا بنتائج الانتخابات المعلن عنها من قبل وزارة الداخلية، ومع ذلك وأمام هذا التحول في تعيين الوزير الأول، استقر رأي الحزبين معا على المشاركة في حكومة جطو لمواصلة الأوراش الكبرى التي فتحت، وترسيخ الإصلاحات التي ضحى من أجلها الحزبان معا. بالموازاة مع ذلك اقترح عباس الفاسي سلك سياسة الانفتاح على أطر وكفاءات جديدة وجلبها إلى الحزب، في إطار سياسة التشبيب، رغم أن الاستقلال ضم في صفوفه مناضلين تربوا وسطه وأصبحوا أطرا عليا يعتمد عليها. احتدم النقاش، في اجتماع المجلس الوطني بين الحاضرين، ولاموا كثيرا الأمين العام في ما يخص اقتراح وزراء غير معروفين داخل الحزب، فوقع شرخ في صفوفه، بتفضيل غير المناضلين. لم تكن مبررات الأمين العام مقنعة، وشعرنا كمناضلين بإحباط كبير. وأردنا بتدخلاتنا القوية والمركزة والهادفة تنبيه الأمين العام لخرجاته غير الموفقة، مؤكدين أنه إذا استمرت بالطريقة نفسها ستؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وفتح المجال أمام من سيستغل السياسة وجعلها أداة للوصول إلى تحقيق الأهداف الشخصية والطموحات الذاتية. رغم هذا الانزعاج، تمكن الاستقلاليون من احتواء الصراع وإخماد نار الخلافات التي كانت ستظهر، وعملوا على إنجاح تجربة جطو التي انتهت ولايتها بخوض معركة انتخابات 2007 ، التي فاز بها الحزب بالرتبة الأولى عن جدارة، وتم تعيين عباس الفاسي لقيادتها فرجعت الأمور إلى نصابها في تعيين الوزير الأول المتحزب، وقرر الاستقلاليون مواصلة العمل الحكومي ضمن فريق الأغلبية السابق المكون من الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية الحليفين الإستراتيجيين ومعهما أحزاب الوسط التقليدية.