fbpx
وطنية

طرد‭ ‬300‭ ‬موظف‭ ‬‭”‬شبح‭”‬

لم‭ ‬يتردد‭ ‬مسؤولون‭ ‬في‭ ‬وزارات‭ ‬وإدارات‭ ‬عمومية‭ ‬وجماعات‭ ‬محلية‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬مسيرة‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬موظف‭ “‬شبح‭”‬،‭ ‬وإنذار‭ ‬نحو‭ ‬500‭ ‬منهم،‭ ‬منذ‭ ‬شروع‭ ‬حكومة‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬مهامها‭.‬

وكشفت‭ ‬مصادر‭ ‬مطلعة‭ ‬لـ‭ “‬الصباح‭” ‬أن‭ ‬حملة‭ ‬طرد‭ ‬الموظفين‭ “‬الأشباح‭”‬،‭ ‬لم‭ ‬تطل‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين،‭ ‬الذين‭ ‬يحتمون‭ ‬بمظلات‭ ‬نافذين،‭ ‬ونجوا‭ ‬من‭ ‬تلقي‭ ‬الورقة‭ ‬الحمراء،‭ ‬بسبب‭   ‬تستر‭ ‬وزراء‭ ‬ومديري‭ ‬مؤسسات‭ ‬عمومية‭ ‬ورؤساء‭ ‬مجالس‭ ‬منتخبة‭ ‬عليهم‭.‬

وكشف‭ ‬مصدر‭ ‬حكومي‭ ‬لـ‭ “‬الصباح‭”‬،‭ ‬طلب‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه،‭ ‬عن‭ ‬أرقام‭ ‬مخيفة‭ ‬تخص‭ “‬جيش‭” ‬الموظفين‭ “‬الأشباح‭” ‬الذين‭ ‬أشهرت‭ ‬في‭ ‬وجههم‭ ‬الورقة‭ ‬الحمراء‭.‬

وشرعت‭ ‬حكومة‭ ‬أخنوش‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬مرسوم،‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬وظل‭ ‬على‭ ‬الرفوف،‭ ‬يقضي‭ ‬بأن‭ ‬تبعث‭ ‬كل‭ ‬وزارة‭ ‬قائمة‭ ‬بأسماء‭ ‬موظفيها‭ ‬إلى‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة،‭ ‬خلال‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬الخزينة‭ ‬بمراجعتها،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬أسماء‭ “‬الأشباح‭” ‬تشطب‭ ‬عليهم‭ ‬نهائيا،‭ ‬وتعلن‭ ‬طردهم‭ ‬من‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭.‬

وتوقع‭ ‬المصدر‭ ‬نفسه،‭ ‬بعد‭ ‬فضيحة‭ ‬أشباح‭ ‬مجلسي‭ ‬الرباط‭ ‬والبيضاء،‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬رقم‭ ‬الموظفين‭ ‬الأشباح‭ ‬الذين‭ ‬سيتم‭ ‬فصلهم‭ ‬عن‭ ‬العمل‭. ‬

وتشير‭ ‬معلومات‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ “‬الصباح‭” ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬حكومية،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ “‬الأشباح‭” ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬العمومية،‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬موظف‭ ‬يشتغلون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭.‬

وتأتي‭ ‬الإدارات‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬إمرة‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الموظفين‭ “‬الأشباح‭”‬،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬فيها‭ ‬الظاهرة‭ ‬ارتفاعا‭ ‬كبيرا،‭ ‬بسبب‭ ‬التسيب‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬يساهم‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬الرؤساء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جني‭ ‬مكاسب‭ ‬انتخابوية‭.‬

ويكبد‭ ‬العدد‭ ‬الضخم‭ ‬للموظفين‭ “‬الأشباح‭” ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬خسائر‭ ‬ماليةَ‭ ‬فادحة‭ ‬كل‭ ‬سنة‭. ‬وما‭ ‬يثير‭ ‬الدهشة‭ ‬والاستغراب،‭ ‬هو‭ ‬الاعتراف‭ ‬الحكومي،‭ ‬بوجود‭ ‬موظفين‭ ‬أشباح‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬رواتبهم،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬خارج‭ ‬الوطن،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬توفي‭.‬

ولا‭ ‬تنحصر‭ ‬لائحة‭ ‬الموظفين‭ “‬الأشباح‭” ‬على‭ ‬الموظفين‭ ‬الصغار،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬موظفون‭ ‬من‭ “‬الوزن‭ ‬الثقيل‭”‬،‭ ‬يتم‭ ‬التستر‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يراجعون‭ ‬أسماءهم،‭ ‬بل‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تسجيلهم‭ ‬في‭ ‬اللائحة‭ ‬التي‭ ‬يبعث‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‭ ‬للمملكة،‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬أو‭ ‬فصل‭ ‬الموظفين‭.‬

وارتفعت‭ ‬أصوات‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬لموظفي‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬بالتدخل‭ ‬العاجل‭ ‬والفوري‭ ‬لفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬مسؤول‭ ‬وشفاف‭ ‬لإحقاق‭ ‬الحقوق‭ ‬فيما‭ ‬بات‭ ‬يعرف‭ ‬بالموظفين‭ ‬الأشباح‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ “‬الكبرى‭”‬،‭ ‬نظير‭ ‬البيضاء‭ ‬وطنجة‭ ‬والرباط‭ ‬وفاس‭ ‬ومراكش،‭ ‬وإرجاع‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬نصابها‭ ‬بهدف‭ ‬صون‭ ‬كرامة‭ ‬الموظف‭ ‬وسمعته،‭ ‬ورد‭ ‬الاعتبار‭ ‬والهيبة‭ ‬للإدارة،‭ ‬وترتيب‭ ‬الجزاءات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مخالف‭ ‬لمبادئ‭ ‬ربط‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة‭.‬

عبد‭ ‬الله‭ ‬الكوزي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى