البصري يجهض تجربة التناوب الأولى

زيدوح...أوراق من الاستقلال 5 بوستة رفض أن يكون وزير الداخلية القوي ضمن الحكومة التي يرأسها يعد حزب الاستقلال، أحد أقوى الأحزاب السياسية بالمغرب، لتاريخه العتيد، ومواقفه المتنوعة التي أسهمت في تطوير مؤسسات البلاد من خلال قرارات اتخذتها شخصيات كثيرة بصمت تاريخ هذا الحزب. وفي هذا اللقاء يحكي محمد زيدوح، القيادي الاستقلالي، الطبيب الجراح، وبرلماني بمجلس المستشارين، وقائع من تاريخ الحزب تشهد على دور الشخصيات الكاريزمية التي غيرت مسار أحداث بعينها، من محمد بوستة، ومحمد الدويري، وعبد الرزاق أفيلال، و حفيظ القادري، ومحمد الوفا، وآخرين ...وطرائف الالتحاق بالحزب في البداية وخضوعه للمساءلة، ولقاء الطفل زيدوح، بعلال الفاسي، والمؤامرات التي وقعت في مؤتمرات. إعداد : أحمد الأرقام لم تنجح تجربة التناوب التي عين فيها امحمد بوستة، أمين عام الاستقلال، وزيرا أول لتشكيل الحكومة، وتم إجهاضها في آخر لحظة بعدما حصل خلاف حول استمرار استوزار إدريس البصري، الرجل القوي في وزارة الداخلية في حكومة يقودها الاستقلال. وعرفت عن بوستة، حنكته السياسية واعتقاده الراسخ بأهمية تطوير الممارسة الديمقراطية وترسيخ البناء المؤسساتي، لذلك رفض أن يكون البصري، وزيرا ضمن فريقه الحكومي، بسبب الخلافات التي كانت قائمة بينهما، ومع أحزاب الحركة الوطنية، وعلى رأسها حزب الاستقلال الذي اعتبر البصري هو المسؤول الأول عن الفساد الانتخابي، والذي لا يمكن أن يكون وزيرا هكذا بجرة قلم كأن شيئا لم يكن. لذلك خاض امحمد بوستة معركة ضد تعيين البصري في وزارة الداخلية، كي لا يكون متناقضا مع مواقفه السياسية. رفض بوستة كل المحاولات التي جرت لكي يعلن عن حكومته التي تتضمن اسم البصري، وذلك بعد لقائه بالملك الحسن الثاني، وبعد تلقيه اتصالا من مستشار جلالته أحمد رضا اكديرة ، الذي أخبره أنه في حالة تمسك بمواقفه سيصدر بلاغا في الموضوع وهكذا كان. الكل يتذكر أن بوستة اعتبر الداخلية على عهد البصري ليست حزبا سريا فحسب، بل حزبا علنيا يشتغل في واضحة "النهار" في إحدى مداخلاته بمجلس النواب، وأنه حينما منح له قطاع الإعلام، ليضاف إلى الداخلية وصف الأمر ب" ماقدو فيل زادوه فيلة». وفي المجلس الوطني كانت بعض التدخلات لا ترى مانعا من ضم البصري في الفريق الحكومي، وجعله ينضبط لقرارات الوزير الأول، وشيئا فشيئا يتغير بشكل إيجابي ليحدث التغيير المنشود في تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة تواكب إصلاحات المنظومة القانونية. حينما اشتد الجدال، اعتبر بوستة أن منصب الأمين العام، أهم من منصب الوزير الأول ولا أحد من السياسيين سيردد هذه الكلمة التي لها وزن سياسي ثقيل، في الماضي والحاضر، لأنها ردت الاعتبار للمؤسسة الحزبية ولمنصب الأمين العام. وخلاصة هذه المرحلة التي عشناها أن القناعة السياسية لها مكانتها وقيمتها بعيدة كل البعد عن الحسابات السياسية الضيقة، ولذلك فإنه في مثل هذه الأحداث التاريخية يسجل الكبار بصماتهم الخالدة التي تعني أن المدرسة الحزبية تعطي للممارسة السياسية، قيمة ومكانة بالحفاظ على الأخلاق السياسية والعمل النظيف لتأطير المواطنين، وهي قيم تم التنصيص عليها حتى في دستور 2011، لأن كبارا من رجال السياسة مارسوها في الواقع. وللإشارة لا بد أن نؤكد على فكرة أساسية في فترة إجراء المشاورات لتشكيل الأغلبية والحكومة أنها انطلقت مع مكونات الكتلة الديمقراطية، الحلفاء التقليديين للحزب، وأساسا الاتحاد الاشتراكي في شخص محمد اليازغي الكاتب الأول للحزب بالنيابة، الذي كان يسير الحزب، لأن عبد الرحمن اليوسفي كان خارج التراب الوطني. وفشلت بذلك تجربة التناوب الديمقراطي على السلطة في 1994، للأسباب التي وضحتها آنفا، وفي خضم هذا المخاض السياسي العصيب، تم التحضير للتعديل الدستوري في 1996 وهي التجربة التي ساعدت في إعادة ترتيب علاقة السلط بين المؤسستين الدستوريتين.

البصري يجهض تجربة التناوب الأولى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاصر مغربي يغتال أشهر البارونات

تفكيك شبكة لسرقة السيارات

مقالات ذات صلة