السفارة المغربية تتواصل مع مواطنين عالقين في الخرطوم انفجر بركان التوافق على اقتسام العسكر كعكة السلطة في السودان، بحرب شوارع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، وإطلاق نار كثيف من دبابات ومروحيات للسيطرة على المؤسسات الإستراتيجية. وأجج السباق نحو كرسي السلطة و»الولاءات الدولية» الصراع في الخرطوم، وأحد أطرافها ما يسمى «قوات التدخل السرية» التي يقودها محمد حمدان دقلو، الشهير بـ»حميدتي»، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم. وانبثقت القوات مما يسمى مليشيا «الجنجويد» المسلحة، التي قاتلت في مطلع الألفية بدارفور، واستخدمها نظام الرئيس المعزول عمر البشير الحاكم لمساعدة الجيش على إخماد تمرد، ثم نمت القوات بمرور الوقت، واستخدمت حرسا للحدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية. وتواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات في دارفور وضد المشاركين في احتجاجات شتنبر 2013، كما تقدر عدد أفراده بـ 50 ألف شخص. أما الطرف الثاني في النزاع، فيتمثل في الجيش السوداني الذي يبلغ عدد أفراده حوالي 205 آلاف جندي، تنقسم إلى 100 قوات عاملة، 50 ألفا قوات احتياطية، 55 ألفا قوات شبه عسكرية، كما يمتلك 191 طائرة حربية. وبين الطرفين المتنازعين توجد قوى سياسية قادت الثورة ضد الرئيس السابق المعزول، ومازالت تنتظر تنفيذ اتفاقات تسليم السلطة إلى المدنيين، كما تطالب بذلك الأمم المتحدة. وما يزيد الوضع السوداني تعقيدا تورط بعض الدول في دعم جهة على حساب أخرى، إضافة إلى الصراعات القبلية والأزمة الاقتصادية التي جعلت البلد منهكا، رغم ثرواته الطبيعية. الآن، الخرطوم تشتعل تحت نيران الجيش والميلشيا المسلحة، إذ تشير الأحداث المتسارعة إلى وقوع عشرات القتلى، ما دفع عدة دول إلى توجيه نداءات لضبط النفس، ودعوة مواطنيها إلى اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر، ومنها المغرب الذي أفادت سفارته بالسودان أن خلية الأزمة والتتبع الخاصة بها رصدت ثمانية مغاربة يزورون العاصمة الخرطوم، مؤكدة أنه تم التواصل معهم على وجه السرعة، وتم الاطمئنان على وضعهم وأمنهم. كما كشفت أنها عمدت إلى مدهم بالمعلومات الضرورية، وتقديم الخدمات الكفيلة بالحفاظ على أمنهم وسلامتهم في هذه الظروف الاستثنائية، التي يمر بها السودان. خالد العطاوي