طنجة… عادة وعربدة

طقوس وعادات ليالي رمضان بطنجة، لا تقتصر فقط على العبادة بالمساجد والزوايا والزيارات العائلية ومتابعة السيتكومات والمسلسلات المغربية، بل تكون بالنسبة إلى البعض وفرصة للسهر وممارسة طقوس احتفالية حول موائد القمار والشيشة والمخدرات بمختلف أنواعها. فضاءات المتعة ما زال أغلب سكان طنجة متشبثين بالتقاليد والعادات الرمضانية المغربية الأصيلة، التي ظلت خالدة في ذاكرة وتاريخ المدينة العريق والمتنوع، رغم التطور السريع الذي عرفته المنطقة في السنوات الأخيرة وطال مختلف نواحي الحياة، بما فيها الفكرية والثقافية والاجتماعية. شهر رمضان في طنجة لا تهدأ فيه عجلة الحياة طيلة اليوم، ففي الساعات الأولى من النهار، تجد المدينة تنعم بهدوء نسبي، لأن معظم المحلات التجارية والمقاهي تظل مغلقة إلى ما بعد منتصف النهار، باستثناء المقاهي والمطاعم السياحية المصنفة، التي تفتح أبوابها في وجه زبنائها من السياح الأجانب، وتقدم لهم طلباتهم بتكتم شديد احتراما لتقاليد المجتمع ومقدساته، لكن سرعان ما يتبدد هذا الهدوء مع وقت الظهيرة، حين يخرج الناس للتسوق بلهفة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لأغلب المواطنين، حيث تعج المحلات التجارية والأسواق الشعبية بمئات المتبضعين، الذين تجدهم يتهافتون على اقتناء ما يحتاجون إليه من مواد غذائية لإعداد موائد الإفطار والعشاء، خاصة المنتوجات المعروضة من قبل قرويات اعتدن على النزوح إلى المدينة في وقت مبكر لبيع فطائر القمح والجبن والدجاج والبيض البلدي وبعض الخضراوات الطازجة... ومن بين أبرز العادات التي تتميز بها المدينة خلال شهر رمضان، إقبال السكان على تناول وجبات الإفطار خارج منازلهم لتكسير الروتين اليومي، إذ يلجأ بعضهم إلى مقاه تخصص فضاءاتها لتقديم وجبة الفطور لزبنائها بشكل جماعي وأسري، فيما يفضل آخرون الإفطار بالفضاءات الخضراء أو على الشواطئ للاستمتاع بصوت الأمواج الهادئة لحظة غروب الشمس، خاصة بكورنيش "مرقالة"، الذي يطل على الجارة إسبانيا، ويزوره سياح من كل حدب وصوب، سواء من المغاربة أو الأجانب. وبعد الانتهاء من وجبة الفطور، تجد كل شخص يفر إلى مبتغاه، فهناك من يرغب في لقاء ربه فيتوجه نحو المساجد والزوايا لأداء صلاة العشاء والتراويح بأجوائها الروحانية، وهناك من يرغب في لقاء شهوته ونزواته، فيلجأ إلى مقاه وصالونات تعمل على تأمين كل الظروف ومستلزمات المتعة لزبنائها. حين يمتزج الحلال بالحرام تبرز بطنجة العديد من السلوكات غير المتوافقة مع خصوصيات هذا الشهر المبارك، إذ تلجأ أغلب المقاهي والمطاعم إلى عرض خدمات تلامس خط الممنوع لتعويض خسائر الإغلاق نهارا، حين تتحول إلى فضاءات يتجمع بداخلها مئات الشباب وكبار السن وفتيات في مقتبل العمر، لتدخين الشيشة واستهلاك المخدرات بكل أصنافها، بما فيها الصلبة والسائلة، حيث يتكفل نادلون بتزويد زبنائهم المدمنين وغير المدمنين بما يحتاجونه من الأصناف الجيدة، ويقدمونها لهم حسب الوسائل المطلوبة، بما فيها خلطها مع معسل الشيشة ليكون طعمها منعشا وتأثيره أكثر. ومع حلول شهر رمضان، نجد عددا من وسيطات الدعارة والمثليين يعملون على نقل نشاطهم إلى المقاهي المخصصة لتدخين الشيشة، خاصة أنها تجذب يوميا عشرات الشباب والفتيات، إلى جانب السياح الأجانب، فيما تطفو على السطح بشكل لافت ظاهرة القمار وتتسع لتشمل عددا من المقاهي والنوادي وبعض البيوت والمنازل المنتشرة بعدد من الأحياء، سواء الراقية أو الشعبية. المختار الرمشي (طنجة)

طنجة… عادة وعربدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كليوباترا" على "نتفليكس"

تمرد‭ ‬بـ‭"‬دار‭ ‬أم‭ ‬السلطان‭"‬

مقالات ذات صلة