قصة العشق

مولاي بوشعيب وعائشة البحرية ...أسطورة الحب 1 روايات عديدة عن لقائهما وحبهما ومصرع عائشة البحرية بمجرد أن يتراءى لك بأزمور، ضريح مولاي بوشعيب الرداد وبالجهة المقابلة، ضريح "لالة عائشة البحرية"، تثيرك قصة حبهما الأزلي، التي بدأت في بغداد وانتهت بفاجعة على مصب نهر أم الربيع. قصة تسحر قلوب العشاق، وتكشف أن المرء مهما بلغ درجة الزهد والتصوف لا بد أن يصاب بسهم الهوى يوما، لكن بقراءة نقدية للرواية، تظهر تناقضات في وقائعها وتاريخية أماكنها وأحداثها، لتخرج بخلاصة أنها أسطورة، وأن مؤلفها سحر بقرب الضريحين من بعضهما البعض، فأطلق العنان لخياله لسرد رواية حب، بسبب قوتها وحبكتها، توارثها المغاربة لقرون. مصطفى لطفي قصة الولي الصالح مولاي بوشعيب الرداد وعائشة البحرية دفيني أزمور، مقدسة وتعد من المسلمات، فقرب ضريحهما من بعضهما البعض، رغم وجود نهر أمر الربيع، يؤكد في الوهلة الأولى، صحة هذه العلاقة وحبهما العذري، الذي بدأ في العراق وانتهى بشكل مأساوي على مصب نهر أم الربيع. لكن حتى في حالة تبني هذه الرواية والإيمان بحقيقتها، تشوبها العديد من التناقضات والتضارب في نقط عديدة. فحسب القصة، فإن مولاي بوشعيب، الملقب بـ"السارية"، هاجر إلى مصر من أجل العلم وواصل رحلته إلى مكة والمدينة المنورة، قبل أن يستقر به المقام في العراق للتعلم على يد علماء كبار وقتها. وخلال مرحلة تحصيله العلم، تعرف على "لالة عائشة"، وحدث بينهما عشق صوفي أبدي. تقول الرواية، إن مولاي بوشعيب الرداد، بعد أن صار عالما له مكانته في الفقه والدين، قرر العودة إلى مسقط رأسه دكالة، والاستقرار بأزمور حتى يتفرغ لتعليم القرآن والعبادة والزهد، لكن "لالة عائشة" لم تتقبل الأمر، وقررت اللحاق به إلى المغرب، لكن بمجرد وصولها مصب نهر أم الربيع بأزمور، وقعت الفاجعة، فالولع والحب دفعاها إلى عبور النهر رغم هيجانه، فكان مصيرها الغرق، ولما علم بوشعيب الرداد بوفاتها، انتشل جثتها وقرر دفنها بالجهة المقابلة لزاويته، وعزف عن الزواج عرفانا بحبه لها. إلا أن هذه الرواية تقابلها أخرى، تتطابق معها في المضمون أي حدوث عشق بين الطرفين في العراق، لكن تختلفان في التفاصيل، إذ تؤكد أن اللقاء في كربلاء ولتضفي عليها نزعة طائفية لتبرير فشل قصة حبهما الخالدة، شددت على أن "لالة عائشة البحرية" تتحدر من عائلة شيعية، ولما تقدم مولاي بوشعيب لخطبتها، رفض طلبه لأنه سني، فعاد خائبا إلى المغرب، وقرر تأسيس زاويته على ضفة نهر أم الربيع بأزمور. وبحكم أن الحب أقوى من المذاهب وينبذ التعصب، تحدت لالة عائشة البحرية عائلتها ومذهبها المتشدد، وقررت السفر إلى المغرب والعيش مع حبيبها، فاستقلت سفينة بحرية صوب أزمور، وبمجرد اقترابها من مصب نهر أم الربيع، هاج البحر وغرقت السفينة وفقدت عائشة حياتها غرقا. تناقضات بالعودة إلى الروايتين، نجد تناقضات من حيث مكان اللقاء، الأولى تتحدث عن بغداد والثانية كربلاء، كما هناك أن تضاربا في ظروف الوفاة، إذ نجد الموت غرقا لحظة عبورها نهر أم الربيع والرواية الثانية غرق السفينة بما فيها من ركاب، ما يجعل الروايتين معا محل تشكيك في صحتهما.

قصة العشق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جوفنتوس ... مصيبة "الكالشيو"

سهـرات حـلال فـي أكاديـر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات