احذروا تسممات الماء يعتقد الكثيرون أن شرب الماء بكثرة يقي الجسم من العطش طيلة نهار رمضان، لكن الإفراط في ذلك، يمكن أن يترتب عنه بعض المشاكل الصحية. ويرى الاختصاصيون أن شرب الماء بشكل كبير خلال السحور، وخلال فترات متقاربة، يعمل على زيادة عمل الكلى للتخلص من الماء، وزيادة الرغبة في التبول، ما قد يسبب العطش خلال ساعات الصيام، من أجل ذلك ينصح بتوزيع شرب الماء على الفترة الممتدة ما بين الإفطار والسحور، وليس تركيزها خلال وجبة السحور فقط. كما يمكن أن يؤدي أي انخفاض مفاجئ في مستويات الملح بالدم، حسب ما جاء في تقارير كثيرة، نتيجة شرب أكثر مما يستطيع الجسم إفرازه، إلى تضخم جميع خلايا الجسم، كما أن نقص الصوديوم في الدم يسبب الصداع، والتقيؤ. ومن المشاكل الصحية التي يمكن أن يتسبب فيها شرب كمية كبيرة من الماء خلال فترة زمنية قصيرة، التسمم المائي، وهي حالة تسبب أعراضا مثل الغثيان والارتباك. ويعتبر الاختصاصيون أن تسمم الماء، هو عبارة عن اضطراب في وظيفة الدماغ ناتج عن الإفراط في شرب الماء، إذ يؤدي ذلك إلى زيادة كمية الماء في الدم، الذي بدوره يخفض "الشوارد" الموجودة في الدم وعلى رأسها الصوديوم، وهو ما يعرف عند الأطباء بنقص الصوديوم في الدم. ويلعب الصوديوم دورا في موازنة السوائل في الخلايا بين الداخل والخارج، وعند الإفراط في استهلاك الماء تنتقل السوائل من خارج الخلية إلى داخلها، الأمر الذي يسبب تضخمها، وعندما يحدث هذا الأمر في خلايا الدماغ يصبح أمرا خطيرا ومهددا للحياة. يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة لتسمم الماء إلى أعراض كثيرة منها النعاس وارتفاع ضغط الدم واضطراب الرؤية وضيق التنفس. كما يمكن أن يؤدي التسمم المائي إلى تراكم السوائل في الدماغ، والتي يمكن أن تؤثر على البنية الجذعية للدماغ وتسبب خللا في الجهاز العصبي المركزي، كما أنه وفي الحالات الشديدة يمكن أن يسبب التسمم المائي نوبات وتلفا في الدماغ وغيبوبة، وقد يسبب الموت. يشار إلى أنه يمكن تقليل الشعور بالعطش من خلال الطعام الذي نتناوله، إذ تتمتع الكثير من أنواع الخضر والفاكهة بنسبة كبيرة من الماء، مثل الخيار، والخس، والبطيخ، والفراولة والتي ينصح باستهلاكها خلال رمضان، سيما خلال وجبة السحور. إ.ر