"مكاتب مناولة" بزنقة أكادير لمساعدة المواطنين في ملء الملفات وتحرير الشكايات تعرف إدارة الضرائب الكائنة بزنقة أكادير بالبيضاء، حركة دؤوبة، لم تؤثر عليها أجواء رمضان، إذ تعرف إقبالا كبيرا من قبل المرتفقين، الذين يحضرون من أجل تسوية التزاماتهم الضريبية، أو تقديم شكاياتهم إلى المصالح المختصة بشأن الواجبات التي تطالبهم بها مصالح إدارة الضرائب سنويا، مقابل أنشطتهم التجارية المختلفة أو الضريبة السنوية المفروض أداؤها عن السكن. حوالي الساعة الواحدة زوالا، كانت الأزقة القريبة من مصلحة الضرائب، تعرف حركة نشيطة، إذ بمجرد أن تطأ قدما الزائر المنطقة، حتى يباغته أشخاص جعلوا من أسوار البنايات المجاورة «مكاتب» لتقديم خدمات للمرتفقين، مقابل مبالغ مالية، وتتعلق بملء المطبوعات، وتحرير الشكايات، قبل توجيههم إلى أحد الأكشاك المجاورة، لسحب الوثائق من الأنترنيت، قبل ولوج مرافق الإدارة لتقديمها لمسؤولي الضريبة. وما يعزز الإقبال على هذه الإدارة، التي تقع في زنقة أكادير، أنها تضم فرقة المراقبة وقسم الشؤون القانونية والمنازعات، إضافة إلى القسم الذي يؤدي فيه المرتفقون واجباتهم الضريبية. ويفسر الإقبال أيضا، حسب بعض المصادر، بوجود إدارتين في الزنقة ذاتها، الأولى تهم قباضة الفداء، والثانية خاصة بأنفا، والتي تهم فقط الأشخاص الذاتيين، حيث تهم أداء الضريبة المهن البسيطة والمهن الحرة والاعمال المتوسطة، وتهم المهن الحرة كلها، من محامين وموثقين وأطباء وأرباب المقاهي والمطاعم. وعزا أحد الموظفين، الذين التقتهم «الصباح» بالصدفة، خارج مرافق الإدارة، الإقبال الكبير للمواطنين، خلال رمضان، إلى تزامنه مع أسبوع التصريحات، وتقديم شكايات بشأنها، حيث يلجأ المرتفقون إلى أشخاص، اختاروا تقديم «الخدمة» مقابل تعويضات، وهي عملية تسهل الولوج إلى كشك الأنترنيت المجاور، والذي يقدم هو الآخر خدمة لأصحاب الشكايات. ولا تمنع أجواء رمضان الإقبال الكبير للمرتفقين، الذين يتم استقبالهم في مكتب الاستقبال والتسجيل، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، ليتم توزيعهم على الأقسام والمكاتب المكلفة ببحث الشكايات وتسوية المنازعات، وهي عملية تتواصل إلى غاية الثالثة بعد الزوال، مع منح الأسبقية للحالات الاستثنائية، بل إن الموظفين يضطرون إلى قضاء ساعات أطول في المكاتب لتصفية الملفات المتراكمة. ورغم أن التصريحات اليوم أصبحت إلكترونية، فما زال هناك إقبال من قبل المرتفقين، على الزيارة المباشرة لمصالح الضريبة، خاصة حين يتعلق الأمر بشكايات، يرغب المعنيون في تسويتها مع المكلفين بملفاتهم. وما يزيد الإقبال الكبير اليوم على هذا المرفق العمومي، هو أن مرحلة الانتقال إلى تعميم التغطية الاجتماعية، كانت صعبة رغم التحضير لها، وقد تمت بنجاح بالنسبة الى المقاولين الذاتيين، لأن النظام الإلكتروني يسر العملية. أما بالنسبة إلى أصحاب النتائج الصافية الحقيقية، والنتائج الصافية المبسطة، فقد تمت بنجاح 100 في المائة، إلا أن ملفات الأشخاص الذاتيين المعروفة بـ»الفورفيتير»، والذين يؤدون المساهمة المهنية الموحدة، فتطرح الكثير من الصعوبات في علاقة المرتفقين بمصالح صندوق الضمان الاجتماعي، حيث يصعب في بعض الأحيان ظهور المبالغ المؤداة في النظام المعلومياتي للصندوق وما ساهم في الإقبال على مرفق الضريبة، أيضا هو أن الاستفادة من التغطية الاجتماعية، باتت تفرض أداء المساهمة لدى مصالح الضريبة، وقد أدمجت الدولة التغطية الصحية مع الضريبة، لتسهيل عملية جمع مساهمات التغطية الصحية، ، وإنجاح ورش الحماية الاجتماعية. ويوميا، يقول مصدر «الصباح»، هناك العشرات من الأشخاص، الذين يقبلون على التصريح الضريبي، بطواعية ولأول مرة، وهذا يوفر مداخيل ضريبية جديدة لخزينة الدولة. أهمية التحسيس ما ساهم في إقبال المهنيين على الولوج إلى المنظومة الضريبية، هو عمليات التحسيس، التي انخرطت فيها مصالح إدارة الضريبة، من خلال الزيارات واللقاءات التي كانت تنظمها غرف التجارة والصناعة، من أجل اقناع التجار بضرورة المساهمة رمزيا مقابل الاستفادة من التغطية الاجتماعية، وهي عملية استغرقت أزيد من سنتين، ومازالت متواصلة في أوساط المهنيين. برحو بوزياني