تغير لونها وطعمها وأسر تتجه إلى الآبار والماء المعدني لتأمين حاجياتها تعيش بعض مدن المملكة مشاكل كثيرة مرتبطة بالماء، خاصة المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، كما هو الأمر بالنسبة إلى مراكش ومدن الجنوب وخاصة الداخلة، إذ أن مياه الصنابير لم تعد صالحة للاستهلاك، إذ أنها تبدو بالعين المجردة متسخة وغير صالحة للشرب، دون حاجة إلى إجراء أي خبرة. وعلمت "الصباح"، أن بعض الأحياء السكنية بمراكش، من قبيل العزوزية ودوار العسكر، وأحياء المسيرة والضحى، لم يعد سكانها قادرين على شرب مياه الصنبور، وهو ما دفعهم إلى اقتناء مياه الشرب، علما أن هذه الأحياء تعرف كثافة سكانية كبيرة، وهو ما ألهب جيوبهم. ولا يقتصر الأمر بالنسبة إلى مراكش على الأحياء الحضرية بالمدينة، بل إن الجماعات الموجودة في محيط المدينة تضررت بدورها، من قبيل حربيل وسيد الزوين الوداية والسويهلة، إذ أصبح السكان يبحثون عن مصادر مياه أخرى، وعادوا إلى بعض الآبار المتبقية، بعد عملية ردم للآبار العشوائية في مراحل الجفاف السابقة، ويضطرون للبحث يوميا عن مياه نظيفة. وتشير معطيات أخرى، حصلت عليها "الصباح"، أن سكان بعض الدواوير في واحة سيدي ابراهيم بمراكش، يعيشون واقعا مزريا في ما يتعلق بالماء، بعد تغير لونه ومذاقه وأصبحت تغلب عليه الملوحة. وصرح بعض سكان هذه المنطقة أن هذه المياه سببت لهم مشاكل صحية بالجملة، إذ أصبحوا يعانون تقلصات وآلاما في البطن، ويقول بعضهم إن هذه المياه سببت لهم مشاكل في الكلى والمعدة، ما اضطرهم بدورهم إلى اللجوء إلى المياه المعدنية، رغم أن جل السكان من الفئات الفقيرة، التي يصعب عليها تحمل مصاريف المياه في ظل غلاء شامل. وليست مراكش وحدها التي تعاني من رداءة مياه الشرب، إذ أن الداخلة بدورها تعيش واقعا مماثلا، إذ حصلت "الصباح" على معطيات تفيد أن لون المياه تغير، وأصبح يميل إلى البني أو الأسود، وهي أيضا لا تحتاج خبرة لإثبات رداءتها، بل إن الأمر واضح بالعين، إذ لا يمكن لشخص عاقل أن يغامر بشرب تلك المياه التي تخرج من الصنابير. ويرتقب أن تتوسع رقعة هذه المشاكل المرتبطة بالماء في المستقبل، خاصة أن الجفاف الأخير، أدى إلى إحداث تغيرات على الشبكة الوطنية للربط، سواء بين سد وآخر، أو بين السدود والمدن، إذ أن بعضها تم تغير مساره، ومناطق أصبحت تأتيها المياه من جهات وأماكن أخرى، ما يفرض دراسة آثار تلك التغيرات، وتجديد بعض شبكات الربط، التي تكون متهالكة. عصام الناصيري