صمدي... أسد من الماضي 1 علاقتي باللاعبين السابقين نشأت منذ صغري بسبب منزل والدي ارتبط اسم عزيز صمدي بالجيش الملكي والمنتخب الوطني في أواخر ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، واحد من جنود الفريق العسكري، ظل وفيا له إلى آخر يوم في مسيرته الرياضية، وضحى بالدراسة من أجل حمل قميصه، يروي لنا بدايته وأولى مبارياته مع الأسود. صلاح الدين محسن أين مارست كرة القدم في طفولتك؟ > رأيت النور في حي أكدال بالرباط، في 21 مارس 1970، وهو أول أيام فصل الربيع، وبالقرب من مسجد بدر المعروف، كانت هناك مساحة خضراء صغيرة الحجم، وفيها لعبت الكرة مع أصدقائي من أبناء الحي، ودرست بمدرسة المنظر الجميل، وبعد نهاية الدارسة في كل يوم، أنزل معهم إلى تلك المساحة المعشوشبة، للعب الكرة، والاستمتاع بوقتنا. وما ساهم في تعلقي بالكرة، أنني فتحت عيني على فريق الجيش الملكي، بحكم أن مركز تكوينه، كان يبعد عن منزلي والدي، بحوالي 500 متر، وجميع لاعبيه يقطنون في الحي، وطريقهم إلى إقامتهم بشارع فرنسا، كانوا يمرون على مسجد بدر للوصول إلى المركز العسكري، ما أتاح لي فرصة لقائهم. هل تابعوا مبارياتكم؟ > بالفعل، في كل مرة يمرون منها من أمام مسجد بدر، يلتقون بنا، وفي الكثير من الأحيان تابعوا المباريات، التي كنا نخوضها، وربطنا علاقات مع بعضهم. من هم اللاعبون الذين تتذكرهم في تلك اللحظة؟ > جميع اللاعبين تقريبا، لأنهم لم تكن لهم سيارات، كما أن مركز التكوين قريب، لا يحتاجون إلى وسيلة نقل للذهاب إليه، والكثير ممن يستعمل وسيلة نقل، كان يستعين بدراجة نارية من نوع "103"، واضعا أمامه حقيبة كبيرة، تحتوي على جميع معداته الرياضية، أتذكر بودراع و"شيشا" وخيري وحميد، الذي كانت تربطني به علاقة كبيرة، بحكم أن شقيقه درس مع شقيقي الأكبر، وزارنا كثيرا في المنزل، وكذلك باقي اللاعبين، أذكر من بينهم احسينة ولغريسي وفاضيلي وهيدامو في فترة الثمانينات. هل علاقتك باللاعبين سهلت انتقالك للفريق العسكري؟ > إلى حد ما، لكن أعتقد أن قرب منزلنا من المركز الرياضي العسكري، وطد العلاقة مع جميع اللاعبين، إذ لا تتعدى المسافة مسيرة خمس دقائق فقط، غير أن صديقا لنا أخبرنا في يوم من الأيام، أن المركز الرياضي العسكري يجري اختبارات انتقائية للاعبين، وذهبت دون إخبار والدي، وحملت معي حذائي الرياضي "السبرديلة"، وتوجهت إلى المركز. ألم يعاتبك والداك على عدم إخبارهما؟ صراحة، والداي لم يعيرا اهتماما لهذا الأمر، مادام أنني أحصل على نتائج جيدة في الدراسة، لكن أختي الكبرى، كانت تقوم بهذا الدور، والحقيقة أنني بالغت في لعب كرة القدم في صغري، وأتحين أي فرصة لمداعبتها رفقة زملائي، وأذكر أنني كثيرا ما هربت لها، لألعب الكرة، بعد خداعها بالخروج من الباب الثاني للعمارة، التي كنا نقطن بها، وكثيرا ما طلب منها والدي تركي وشأني، بالنظر إلى النتائج الدراسية الجيدة، التي حصلت عليها، كما أن حبي للكرة جعلني أتفانى في الدراسة، لكي لا أحرم من لعب الكرة. ماذا حدث في الاختبار؟ ذهبت إلى المركز الرياضي العسكري في 1984، لأخوض أول تجربة، وأذكر أن المرحوم عبد القادر الخياطي، أشرف على الاختبار الخاص بفئة أقل من 15 سنة، وبعد مرور عشر دقائق فقط، نادى علي وسألني أين أسكن، فأخبرته بجوار المركز، فقال لي أنت من الأغنياء إذن، فقلت له أنا من الطبقة المتوسطة، وطلب مني إخبار عائلتي بأني سأنتقل إلى المركز الرياضي العسكري.