لا شك أن رئيس جماعة مكناس، جواد باحجي، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، لا يتجول ليلا بين شوارع وأزقة المدينة، ليقف على الاختلالات البنيوية العديدة، التي أرخت بظلالها على الحياة اليومية للسكان، من جهة، وعلى سمعة وجمالية العاصمة الإسماعيلية التاريخية المصنفة تراثا عالميا من قبل، من جهة أخرى. تكفي باحجي بصفته "رئيس جماعة مكناس"، القيام، بعد عودته من الرباط حيث يعمل مديرا عاما للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية (أونكا)، جولة تفقدية ليلية خاطفة بأهم شوارع المدينة، ليكتشف أن معظمها شبه منغمس في الظلام الدامس، نتيجة انعدام الإنارة العمومية، مما يفسح المجال أمام بعض المنحرفين والخارجين عن القانون لمزاولة أنشطتهم الإجرامية وممارسة هوايتهم في المضايقة والتحرش بكل أمان. فالعديد من المواطنين بمكناس، خاصة مستعملي الشوارع الرئيسية، من قبيل شارع محمد الخامس وشارع الحسن الثاني وعلال بن عبد الله، لم يخفوا حجم استيائهم وامتعاضهم من انعدام الإنارة العمومية أو إضاءتها الرديئة والخافتة على طول جنباتها، محملين المسؤولية كاملة إلى رئيس الجماعة، ناهيك عن الشوارع التي اقتلع زليج أرصفتها وظهر ترابها، تؤثثها حاويات القمامة الممتلئة والمتناثرة على جنباتها، في مشهد مقزز يمس رونق المدينة ويعطي صورة عن سياسة تدبير الشأن المحلي بمكناس، ويكشف التناقض بين شعارات الحملات الانتخابية وممارسة السلطة والتدبير والتسيير على ميدان الحقيقة. حميد بن التهامي (مكناس)