“الشرك الخفي” للحركة الإسلامية

انحرافات الحركات الإسلامية 4 استصنام منهجي انحرف بالإسلاميين عن أهداف العمل الإسلامي ومقاصده يعد الدكتور فريد الأنصاري، رحمة الله عليه، من الشخصيات التي بصمت مجال الدعوة للمجهودات التي بذلها لترسيخ العقيدة الحقة وحرصه على أن يظل العمل الإسلامي خالصا لله بعيدا عن التجاذبات والاستغلال الانتهازي.وما كان له أن يظل صامتا أمام هذه الانحرافات، فألف «البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي»، أعقبه ببحث آخر حول «الأخطاء الستة للحركات الإسلامية بالمغرب»، الذي يحدد أوجه الانحراف الذي عرفته الحركات الإسلامية. ولأن الأخطاء والانحرافات التي حاول رحمة الله عليه تصحيحها في هذا الكتاب ما تزال قائمة، ارتأت «الصباح» أن تعيد نشر أهم ما جاء فيه لكل غاية مفيدة. عبد الواحد كنفاوي حدد الدكتور فريد الأنصاري، رحمة الله عليه، كل الإشكالات المنهجية للحركة الإسلامية بالمغرب في ستة أخطاء كبرى، اعتبرها مصدر أغلب الأخطاء الأخرى التي تعد من الجزئيات والفرعيات. وأكد في تقديم الكتاب أنه تبين له، من خلال الممارسة الدعوية والاحتكاك الحواري مع أغلب الاتجاهات الإسلامية بالمغرب، لسنوات عديدة، أن الحركات الإسلامية وقعت، من خلال الخيارات التي اعتمدتها، في نوع من "الشرك الخفي"، الذي أسماه "الاستصنام المنهجي"، إذ أنها في بعض خياراتها الإستراتيجية الكبرى صارت إلى ضرب من "الانحراف"، منعها من السير في طريقها الأصيل. وأشار إلى أن تلك الخيارات وما نتج عنها من إشكالات استفحلت واستطالت عليها، إذ أصبحت معيقات ذاتية، تحجب عنها الرؤية الواضحة إلى الأفق وتمنعها من النظر النقدي إلى فكرها ومن المراجعة الإصلاحية لسيرها، حتى رسخت أشكالها في الواقع رسوخا حولها، في ذهنها، من رتبة "الصواب" إلى درجة "الحق"، فصدها ذلك من مجرد محاولة وضع السؤال عن مدى صوابية خطواتها وسلامة سيرها، وصحة مواقفها، والمحاسبة النقدية لتصوراتها واختياراتها. وأرجع الأنصاري، رحمة الله عليه، الاستصنام الحاجب للحركة الإسلامية إلى ستة أخطاء منهجية كبرى، اعتبرها المرجع الكلي للانحراف والسبب الجامع للاستصنام، وهي أخطاء تجسدت بصورة خشنة في فكر الإسلاميين وممارساتهم التنظيمية، فتعلقت بها قلوبهم رغبا ورهبا، وخلعت عليها من التنزيه والتقديس، ما جعلها طواغيت وأصناما، تحجب القلوب عن إخلاص الدين لله. ويتمثل الخطأ الأول، بالنسبة إلى الكاتب، في استصنام الخيار الحزبي، والثاني في استصنام الخيار النقابي، والثالث في استصنام الشخصانية المزاجية، والرابع في استصنام التنظيم "الميكانيكي، والخامس في استصنام العقلية المطيعية، ويتجلى الخطأ السادس في استصنام المذهبية الحنبلية في التيار السلفي. وعقد الكاتب لكل من هذه الأخطاء فصلا أو بابا، حسب ما توصل إليه من قضايا وإشكالات. وأوضح الكاتب، بداية، بالنسبة إلى الذين يستغربون جمعه للتيار السلفي مع "الحركة الإسلامية" في ملف واحد، أنه بالفعل يتعلق الأمر بملف واحد، إذ أن نشأة الحركة الإسلامية بالمغرب كانت متلبسة بالفكر السلفي، بداية، ولم يحصل التمايز والافتراق إلا من بعد. وأكد أن التيار السلفي صار، من حيث يدري أو لا يدري، رقما سياسيا، موظفا في اللعبة السياسية الوطنية والدولية، خاصة بعد التطورات الفكرية والتنظيمية التي عرفتها بعض فرقه. وأشار إلى أن استعماله مصطلح "الاستصنام» في توصيف الأخطاء الستة للحركة الإسلامية، راجع لأن تلك الأمور ليست أصناما في حد ذاتها، ولكن طريقة تعامل الإسلاميين معها، بما خلعوه عليها من التنزيه والتقديس ومن الانبهار والإعجاب، هو الذي جعلها أصناما معنوية بالفعل، فانحرفت بهم عن أهداف العمل الإسلامي ومقاصده.

“الشرك الخفي” للحركة الإسلامية

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رؤساء يخضعون لتحقيقات رمضانية

السرغيني... بقلب مفتوح 4: حفل خروج "الطحش" من السجن

مقالات ذات صلة