“خدم يا التاعس من سعد الناعس”

جانح وزوجان اختاروا دخول عالم الإجرام باستهداف حقائب وهواتف النساء "خدم يا التاعس من سعد الناعس"، حكمة طالما تتردد على مسامع المغاربة، للتعبير عن الامتعاض من سلوكات الاتكاليين، الذين يسعون إلى تحقيق أرباح مالية مهمة على حساب أناس آخرين يضحون بوقتهم وجهدهم في العمل. ومن الحالات التي تكشف احتقار بعض الاتكاليين للعمل والاستيقاظ باكرا، للحصول على المال الحلال، أو كما يطلق عليه بالدارجة العامية "طرف الخبز"، مقابل البحث عن "الهوتة" التي تأتي بطرق سهلة لكنها غير مشروعة، احتراف شاب عشريني أنشطة السرقة والنشل للحصول على عائدات مالية مهمة في ظرف وجيز ودون عناء. قضية اللص القاطن بسيدي عثمان بالبيضاء، تتمحور حول جانح من فئة "أولاد اليوم" الذين لا يلتفتون لعروض "العمل الشاق" و"الفياق بكري"، بل يستعين بالسرقة لتنظيم ليالي السهر والنشاط، والاستيقاظ في ساعة متأخرة من الصباح على إيقاع أوراق مالية من فئة مائة ومائتي درهم. ولإنجاح مخططاته الإجرامية وتفادي الوقوع في أيدي المصالح الأمينة، لجأ اللص إلى طريقة احترافية، تتمثل في استغلال دراجات نارية في ملكية أحد جيرانه، في تنفيذ عمليات سرقة حقائب العاملات. وركز الجانح على الاستحواذ على الدراجة النارية لجاره الذي يعمل حارس أمن خاص، بعد عودته من العمل الليلي، ليستغلها في القيام بأعمال إجرامية تستهدف الفتيات المتوجهات باكرا إلى مقرات عملهن. وفي الوقت الذي واصل الشاب جرائمه، معتقدا أن أنشطته الإجرامية لن تنكشف، في ظل عدم تقدم عدد من الضحايا بشكايات ضده، اختارت أخريات تكسير جدار الصمت والخوف، بالإسراع نحو الدوائر الأمنية التابعة للمصالح الأمنية. وكشفت الضحايا في شكاياتهن أن صاحب دراجة نارية سوداء هو من يقوم بالعملية. ومباشرة بعد التبليغ، استنفرت المصالح الأمنية بمنطقة أمن مولاي رشيد عناصرها لتكثيف الأبحاث والتحريات لتحديد هوية المشتبه فيه، إذ عاينت شخصا يهاجم امرأة محاولا سرقتها تحت التهديد بالسلاح الأبيض، لتسارع إلى إيقافه ونقله إلى الدائرة الأمنية. وأثناء تنقيط الموقوف تبين أنه من ذوي السوابق، وأنه المتهم المشتكى به من قبل الضحايا، ليتم الانتقال رفقته إلى بيته لتفتيشه، إذ حجزت المصالح الأمنية 16 حقيبة للنساء وعددا مهما من بطائق التعريف الوطنية. واستمعت عناصر الشرطة القضائية إلى مالك الدراجة، الذي كشف أن المتهم يستغل عودته من العمل الليلي متعبا، ليقوم باستغلال دراجته في عمليات السرقة دون علمه وموافقته. واعترف المتهم بالمنسوب إليه، معللا سلوكه الإجرامي، بسبب وضعه الاجتماعي المزري، مشيرا إلى أن الاستيلاء على دراجة جاره واستغلالها خلسة، زادا من تشجيعه على اقتراف أفعاله، خصوصا أن العملية تتم في الصباح الباكر وهي الفترة التي يكون فيها الشارع خاليا من المارة، ما عدا الضحايا المتوجهين إلى عملهن. ومن القصص الواقعية التي تكشف أن عدوى "البحث عن الساهلة" لا تنحصر في فئة الشباب، اعتقال المصالح الأمنية ببني ملال، أخيرا، زوجين، متورطين في قضية تتعلق بالسرقة بالخطف، شكلا شبحا قض مضجع النسوة بالمدينة. واختار الزوجان استهداف الفتيات والنساء في الشارع العام، بتنظيم خطة محكمة للتمويه على الضحايا والمصالح الأمنية، تتمثل في ظهورهما كأي زوجين يتجولان على دراجة نارية وهو ما يجعلهما بعيدين عن أي شبهة، إذ بعد ترصد الضحية المفترضة، تتكلف الزوجة بعملية خطف حقيبتها أو هاتفها المحمول، بينما يقوم زوجها بالسياقة لتسهيل عملية الفرار وتفادي إلقاء القبض عليهما. وتم افتضاح جرائم الزوجين، بناء على توصل المصالح الأمنية ببني ملال، بشكاية إحدى الضحايا تتهم فيها المشتبه فيهما بتعريضها للسرقة بالخطف، إذ اعتمادا على إفادة المشتكية بشأن تفاصيل العملية وأوصاف اللصين، استنفرت الشرطة عناصرها للقيام بأبحاث وتحريات ميدانية، انتهت بالتوصل إلى هوية المشتبه فيهما وإيقافهما في حالة تلبس بحيازة مبالغ مالية وهواتف محمولة من عائدات نشاطهما الإجرامي، الذي اختاراه عوضا عن تكبد عناء العمل كباقي "أولاد الناس". محمد بها

“خدم يا التاعس من سعد الناعس”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري

"روتيني اليومي" يواصل الاكتساح

مقالات ذات صلة