فاطمة: في "أنستغرام" ضيعت اللبن وجدت نفسها تمضي ساعات عدة يوميا محدقة بهاتفها على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم أدركت أن فصلا من حياتها ضاع بين "أنستغرام" و"تيك توك" ومنصات أخرى، وفرصة الحصول على شهادة الباكالوريا أصبحت مستحيلة، لأنها ببساطة مدمنة. بدأت فاطمة الولوج إلى وسائل التواصل الاجتماعي مبكرا، إذ اعتقدت أنها وسيلة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، إلا أنها تطورت منذ ذلك الحين لتصبح هواية تقضي في ممارستها ساعات طويلة يوميا. آمنت فاطمة، في بداية علاقتها بالمنصات الرقمية، أن يكون هذا الاستخدام اليومي مفيدا ومسليا، أو ربما للعمل وجني الأموال، لكنه تحول، مع مرور الوقت، إلى إدمان ضار، خصوصا للصحة النفسية إثر ما تعرضت له من ضغوطات، أو حتى معايير للنجاح غير واقعية. لكن كيف تحولت هواية فاطمة التي تبدو غير ضارة إلى إدمان؟ مثل الأنواع الأخرى من الإدمان السلوكي، وكيف أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على حياتها؟ وكيف تخلصت من دراستها لتصبح مدمنة على تمرير المنشورات والصور ومقاطع الفيديو؟ تعترف إحدى قريبات فاطمة بالتغير الكبير الذي طرأ على حياتها، منذ إدمانها "العالم الإفتراضي"، وفشلها الدراسي، مشيرة إلى أن أفراد أسرة فاطمة اضطروا إلى التوجه إلى أحد الاختصاصيين لتشخيص حالتها، موضحة أن المختص أكد لهم أن فاطمة تعاني مما أسماه "الآثار النفسية والاجتماعية لانسحابها من الحياة الاجتماعية، وغياب الرقابة الأبوية، بسبب صعوبة مراقبة الأبناء طول الوقت عبر ما يستخدمونه من شاشات". عانت فاطمة، باعتبارها مدمنة شبكات التواصل الاجتماعي، من انخفاض تقدير الذات، وانشغال عقلها بأمور لا فائدة منها، ولا تجد رغبة لديها في الحصول على تفاعل اجتماعي حقيقي، مقابل ما يمكن أن تحصل عليه بنقرة واحدة. تولد لدى فاطمة مشاعر من الحسد، بسبب متابعة حياة الآخرين، وتغييبها لغة الحوار بينها وبين الآخرين، وفي أحيان كثيرة فإن الأمر يتطور لشجار بينها وبين أصدقائها المقربين وأفراد عائلتها، وفي أحيان كثيرة تبدو عليها سعادة مفاجئة، عندما يصلها إشعار من أحد حساباتها على هذه المواقع، ويتكرر الأمر بمرور الوقت، وهو ما ترتب عليه أنها أصبحت تنتظر هذه الإشعارات من أجل أن يحصل على هذا القدر من السعادة. خالد العطاوي