تحذيرات من الداخلية لمجالس تجاهلت دوريات للولاة والعمال بضرورة اعتماد الترشيد الطاقي تلقت جماعات ترابية من مختلف جهات المملكة تحذيرات من الداخلية بعد تسجيل عدم انخراطها في أجرأة التدابير الكفيلة بتقليص استهلاك الطاقة وترشيدها، تفاعلا مع دعوات وجهتها المصالح المركزية للوزارة والدوريات الصادرة عن الولاة والعمال بهذا الخصوص. وعلمت "الصباح" أن الداخلية راسلت عددا من الرؤساء من أجل مدها بتقارير تبين مدى التزام جماعاتهم وتوضح الإجراءات المتخذة لمواكبة تنزيل خطوات ترشيد الطاقة، واتضح أن هناك جماعات قامت بالمطلوب منها وأخرى مازالت متأخرة في حين أن نسبة مهمة اكتفت بتسطير بعض التدابير لكنها لم تعمل على إشراك الإدارة الترابية في ذلك، ما دفع مصالح الداخلية بتذكيرها في ظل تسجيل تنامي استهلاك الطاقة خاصة في المدن الكبرى وفي قطاعات يشوبها تواطؤ مع بعض الشركات كما هو الحال بالنسبة إلى صفقات اللوحات الاشهارية. وأخفقت الجماعات المستفسرة في امتحان ترشيد الكهرباء، إذ لم تمتثل لحزمة إجراءات مشددة ترمي إلى خفض استعمال الطاقة اتخذتها وزارة الداخلية، بسبب الظرفية الاقتصادية الصعبة التي أعقبت جائحة فيروس كورونا، وارتفاع الأسعار. وهدفت خطة وزارة الداخلية إلى خفض استعمال الإنارة العمومية بما بين 20 و30 في المائة باعتماد إجراءات حددتها دورية موجهة إلى ولاة الجهات وعمال العمالات والأقاليم والمقاطعات، للتحكم في ساعات تشغيل الإنارة العمومية، سيما باستعمال الساعات الفلكية. وتشمل الإجراءات المطلوبة التقليص من شدة إضاءة المصابيح، وتشغيل الإنارة العمومية جزئيا في المناطق السكنية ابتداء من الساعة 11 ليلا، حسب المناطق، "على أن يراعى عدم التأثير على السلامة والأمن العام"، إضافة إلى خفض الإنارة العمومية بمداخل المدن وبالشوارع الرئيسية وبالمحاور، إذ دعت وزارة الداخلية إلى إنارة عمود وإطفاء آخر بالتناوب، وإطفاء جهة واحدة في حالة إضاءة مزدوجة لجهتين، وتطبيق الإجراءات نفسها في المنتزهات والحدائق العمومية وملاعب القرب وفضاءات الترفيه والشواطئ. وتعتبر ميزانية الإنارة العمومية الثانية بعد ميزانية الرواتب، والبند الأول من نفقات الطاقة في الجماعات، إذ تمثل بين 30 و40 في المائة من استهلاك الطاقة بالنسبة للجماعة، لذلك تدخلت الإدارة الترابية، من أجل تقليص فاتورة الطاقة للإنارة العمومية، من خلال التدبير العقلاني للطاقة باستخدام الخبرة الخاصة، من قبيل تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية، في إطار تعاون مغربي صيني ، ويهدف إلى تركيب مصابيح شمسية تمكن من توفير استهلاك الكهرباء من مصادر الطاقة التقليدية وضمان أمن السكان في عدد من المناطق. ويهم البرنامج الوطني للإنارة العمومية للفترة 2020-2040 ، الذي تم إعداده من قبل وزارة الداخلية، في المرحلة الأولى 219 جماعة حضرية بهدف تحسين أداء الطاقة لتحقيق هدف تقليص استهلاك الكهرباء في شبكة الإنارة العمومية، بنسبة 40 في المائة على الأقل من العام العاشر، و 60 في المائة على المدى الطويل. ياسين قُطيب