العلم طريق إلى الله : الكيمياء تقدم دليلا قاطعا على وجود خالق الكون (2/1)

تطرق الدكتور حمزة الكتاني، في معرض الآراء والأفكار العلمية المتعلقة بالنتيجة الحتمية للوصول إلى الإيمان بالله، إلى دراسة للكميائي "جون كليفلاند"، وقف من خلالها على أن ملاحظة هذا الكون ملاحظة تقوم على الخبرة والذكاء وتدبر ما نعرفه عنه من جميع النواحي سوف تقودنا إلى التسليم بوجود ثلاثة عوالم من الحقائق تخص العالم المادي أي عالم المادة، والعالم الفكري أي عالم العقل ، والعالم الروحي، وأن ما تقدمه الكيمياء في هذا الميدان لا بد أن يكون محدودا لأنه قليل من كثير في هذا المجال.وتابع الكتاني بالقول إن الكيمياء بحكم اختصاصها بدراسة التركيب، والتغيرات التي تطرأ على المادة، بما في ذلك تحول المادة إلى طاقة وتحول الطاقة إلى مادة، تعد من العلوم المادية التي ليس لها صلة بعالم الروحيات. فكيف إذا يتسنى للكيمياء أن تقدم دليلا ماديا على وجود خالق هذا الكون؟ وكيف ينتظر منها أن تختبر الفـرضية التي تدعي أن هذا الكون قد نشأ بمحض المصادفة، وأن المصادفة هي التي تدبره، وأن جميع ما يحدث فيه يتم بالطريقة العشوائية؟ تساؤلات يجيب عليها العارف بعلوم الهندسة، بالقول "إننا نرى أن التطورات الهامة التي تمت في جميع العلوم الطبيعية خلال مائة سنة الأخيرة، بما في ذلك علم الكيمياء، حدثت بسبب استخدام الطريقة العلمية في دراسة المادة والطاقة. وعند استخدام هذه الطريقة تبذل كل الجهود للتخلص من كل احتمال من الاحتمالات الممكنة التي تجعل النتيجة التي تصل إليها راجعة إلى محض المصادفة.وقد أكدت جميع الدراسات العلمية بصورة، ثبتت في الماضي ولا تزال ثابتة في الحاضـر، أن سلوك أي جزء من أجزاء المادة مهما صغر أو تضاءل حجمه، لا يمكنه أن يكون سلوكا عشوائيا، بل إنه على نقيض ذلك يخضع لقوانين طبيعية محددة. وفي كثير من الأحيان يتم اكتشاف القانون قبل اكتشاف أسبابه أو فهم عمله بفترة طويلة من الزمن. ولكن بمجرد معرفة القانون، وتحديد الظروف التي يعمل في ظلها، يثق الكميائيون فيه كل الثقة، ويظل القانون عاملا صادقا مؤديا دوما إلى النتائج نفسها. وليس من المعقول أن تكون لدى الكيميائيين كل هذه الثقة في القوانين الطبيعية لو أن سلوك المادة والطاقة كله من النوع العشوائي الذي تتحكم فيه المصادفة. وعندما يتم أخيرا إدراك الأسباب التي تجعل هـذا القانون الطبيعي عاملا مفيدا، وتفسر لنا حقيقته، فإن أي أثر لفكرة العشوائية أو المصادفة في سلوك المادة أو الطاقة سيندثر اندثارا تاما.وتدلنا الكيمياء على أن بعض المواد في سبيل الزوال أو الفناء، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة، والآخر بسرعة ضئيلة. وعلى ذلك، فإن المادة ليست أبدية، ومعنى ذلك أيضا أنها ليست أزلية، إذ أن لها بداية. وتدل الشهادات من كيمياء وغيرها من العلوم على أن بداية الكون لم تكن بطيئة أو تدريجية، بل وجدت بصورة فجائية. وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد. وعلى ذلك فـإن هـذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقا، وهو منذ أن خلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بينها مكان.

العلم طريق إلى الله : الكيمياء تقدم دليلا قاطعا على وجود خالق الكون (2/1)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غـــرائـــب البـــرلمـــان : نائب برلماني يلج القبة مخمورا

كـــــل وقــــــيـــــس : بومزيان: الصوم يمكن أن يعجل بوضع الحامل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات