طموحه لم يقف بعد فوزه باللقب في برنامج تلفزيوني وأنشأ موقعا إلكترونيا لتطوير ذاكرة الشباب والمهنيين لم يتوقف حلم الشاب لحسن أولحاج، ابن دوار مجينيبة بجماعة المرس ببولمان، بفوزه قبل 4 سنوات بلقب "العقل الخارق" في رابع نسخ برنامج "أناس مذهلون"، الذي تبثه قناة "روسيا 1" ثاني أكبر القنوات التلفزيونية الروسية. ويواصل اجتهاده مراكما أشكال نجاح تهون كل الصعاب الطبيعية والذاتية، أمام رغبته في تحقيقه. شهرته تجاوزت كل الحدود الترابية، واسمه كتبه بمداد الفخر بين أناس مذهلين في العالم، ليس فقط بتمييزه بيضة واحدة بين 300 بيضة ضمن هذا البرنامج التلفزيوني، الذي يعتبر أول مغربي وعربي وإفريقي يفوز به، بل بسعيه المتواصل لـ "زرع" ملكات التميز وتطوير الذاكرة بين أكبر عدد ممكن من الشباب والمهنيين في العالم. "أقدم خدمات للمهتمين بتطوير ذاكرتهم من المهنيين والطلاب. الموقع أنشأته ويعتبر قاطرة ووسيلة تواصل بيني وبين الراغبين في ذلك" يقول أولحاج، مؤكدا أن هدفه إفادة أكبر عدد ممكن من الأشخاص لتحقيق ما قد يبدو للبعض خيالا، لأن "كل شيء ممكن" و"التحسن مستمر وليس نهائيا" و"أتمنى أن تكون تجربتي ملهمة للجميع". هذا الشاب اختار الإنجليزية لغة للتواصل في موقعه الإلكتروني الحامل لاسمه، لأنها تتيح الانفتاح على عدد أكبر من شباب العالم، سيما ممن اطلعوا على تجربته أو تعرفوا عليه وعلى قدراته المذهلة والفردية من خلال البرنامج التلفزيوني الروسي، الذي يبث في عدة دول بينها الولايات المتحدة وفرنسا والصين وإيطاليا وإسبانيا. وتشكل الصور وأشرطة الفيديو، وسيلتين لإطلاع زوار الموقع على مهارات وقدرات الشاب لحسن أولحاج أو "بطل الذاكرة الدولي" كما يلقبه البعض. وعبرها يقدم أسرارا لكيفية تطوير الذاكرة وفنونها لكل مهتم بتنمية قدرات ذاكرته من الطلبة والمدربين والمحاضرين، أو من تقتضي مهنته استعمالا مكثفا للأرقام والأسماء. هذا العمل الجبار مكنه من التواصل مع آلاف الطلبة والمهتمين في 23 بلدا وبلغات عالمية مختلفة، في طريق شاق لكنه ناجح وناجع لتوسيع تجربته والتعريف بها وتسويقها، لأنه "إذا انكسرت البيضة من الخارج، فالحياة تنتهي، وإذا انكسرت من الداخل، فالحياة تبدأ، كل الأفكار العظيمة تبدأ من الداخل" كما يقول دائما. هذه الرسالة النبيلة دأب على توجيهها للبشرية هذا الشاب، الذي تابع دراسته في كلية العلوم بفاس وحقق المستحيل في بلاد الكرملين بعزيمة وإرادة قوية وبإمكانيات شبه منعدمة، وهي تختصر حقيقة أن قوة الإنسان في داخله أي المخ البشري، وأي استثمار في المجال، يؤدي للنجاح وكشف الخفي من القدرات في الإنسان. هذا منطلق لحسن أولحاج ابن إمام مسجد المتألق وصاحب "العقل الخارق". وبفضل ذلك اكتسب قدرة فائقة على تخزين المعلومات حيرت أطباء أعصاب الدماغ، رغم أنه لم يولد بملعقة من ذهب في فمه، وأنه عانى كثيرا منذ ولد وترعرع في قرية مهمشة ببولمان، حيث فتح عينيه على المدرسة وتفوق بين زملائه. درس لحسن العلوم الرياضية وتخصص في الرياضيات التطبيقية بالجامعة، وتفتقت عبقريته منذ كان صغيرا لما عشق أفلام الأبطال مالكي مواهب خارقة، وحلم أن يكون واحدا منهم، ليصبح مع مرور الأيام من بين مسخري ملكاتهم وقدراتهم في فعل الخير. ولعل في سعيه لتعميم تجربته وتنمية ذاكرة من يطرق بابه، دليل قاطع. احترافية قبل أن يفوز في مسابقة "العقل الخارق" في تلفزيون روسيا، حيث أبهر اللجنة والمشاهدين وجعل الجميع يهتف باسمه، تدرج لحسن في سلالم التألق ليكون أول شاب يشارك في مسابقة دولية تعتمد على التركيز والذاكرة القوية، ويصبح رياضيا محترفا في الذاكرة منذ 2015، بعد سنتين من بدايته الأولى في هذا المجال. تداريبه المكثفة مكنته من الوصول إلى الاحترافية، بعدما حقق أرقاما مذهلة في الترتيب الصحيح ل200 قطعة من الدمى الروسية المشهورة "الماتريوشكا"، في 5 دقائق فقط، أما اختيار بيضة برقم معين بين 300 بيضة مرتبة فوق طاولة، فقد نجح فيه في دقيقتين فقط، ليفوز عن جدارة واستحقاق بلقب "العقل الخارق". حميد الأبيض (فاس)