ثقافة غائبة

قال علي الشعباني، مختص في علم الاجتماع إن قلة الإقبال من قبل المغاربة على التبرع بالدم، راجعة إلى غياب هذه الثقافة وسط المجتمع، موضحا «مازلنا بعيدين عن هذه الثقافة، إنها غائبة تماما لارتباطها بعقلية متجذرة». وأكد المتحدث ذاته أن الدم يعتبر من بين المواد الحيوية، التي يثير التبرع بها مخاوف شريحة واسعة من الأشخاص، سيما في ظل انتشار مجموعة من الأخبار الزائفة والشائعات بشأن إمكانية تعرضهم إلى مكروه. ومن بين الأسباب التي توقف الشعباني عندها، في حديثه بشأن عزوف كثير من المغاربة عن التبرع بالدم، الإصابة بخيبة الأمل، موضحا «قد يكون الشخص سبق له التبرع عدة مرات لكن حين يواجه موقفا يكون فيه قريب له في حاجة إلى الدم لا يجد متبرعا أو قد يتعرض للابتزاز من قبل شخص ما مقابل تلك الخدمة رغم طابعها الإنساني». وأكد الشعباني أن ما ساهم في عدم الإقبال الكبير على التبرع بالدم هو انتشار أخبار زائفة بشأن المتاجرة بالدم، سيما عندما يكون البعض في حاجة إلى تلك المادة الحيوية فيطلبها ولا يجدها، علما أنه كان من بين المتبرعين. ولعل ما يزيد شكوك الرافضين للتبرع بالدم هو الحملات التحسيسية الواسعة، حسب الشعباني، التي تلقى تجاوبا وتجمع من خلالها كميات كبيرة من المادة الحيوية، ما يؤدي إلى تسرب شكوك، خاصة حين يكون البعض في حاجة إليها فلا يجدها. ومن بين العوامل التي تزيد قلة الإقبال على التبرع بالدم، حسب الشعباني، هو عدم توفر بعض الشروط لدى راغبين في ذلك، إذ تمنع الإصابة بالأمراض المزمنة أو التعاطي للكحول من القيام بذلك، ما يزيد من تقليص النسبة. ورغم أن المغربي يتميز بصفة الكرم، ويمكن أن يدعو أشخاصا إلى منزله ويقدم لهم أكلا، كما يمكن أن يتبرع بالملابس والأغطية والنقود وإلى غير ذلك، إلا أنه حين يتعلق الأمر بالتبرع بالدم فهذا أمر يعد مرفوضا، حسب المختص في علم الاجتماع. ومن أجل تغيير النظرة إلى التبرع بالدم عند شريحة واسعة من المغاربة، قال الشعباني «إن نشر هذه الثقافة يتطلب إعادة النظر في سياسة تدبير شؤون هذه المادة الحيوية من قبل مراكز تحاقن الدم والمستشفيات، إلى غير ذلك من الجهات المعنية». ويبقى التعامل مع التبرع بالدم شبيها بتعامل المغاربة مع موضوع التبرع بالأعضاء، يقول الشعباني، موضحا «إنها ثقافة مازالت في حاجة إلى ترسيخها في مجتمعنا». أمينة كندي

ثقافة غائبة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 سنوات حبسا لـ "الجن"

رئيس جماعة سابق أمام جنايات فاس

مقالات ذات صلة