الناقل الرسمي للمهرجان الأشهر في إفريقيا وستة وزراء يحضرون نشاطها تنبض أحياء العاصمة واغادوغو ببوركينافاسو بالحياة، فالسينما والموسيقى تحتلان كل الفضاءات، وتشعران الزائر أن المدينة لا تنام أبدا، رغم التوترات السياسية ومشاهد المسلحين الجنود. إنجاز: خالد العطاوي (موفد الصباح إلى بوركينافاسو) يفتخر البوركينابيون باحتضان بلادهم المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو "فيسباكو" الذي وصلت فعالياته إلى الدورة 28، فهو أحد أشهر المهرجانات الإفريقية، ويقصده الآلاف، ويُتيح لمهنيي الأفلام الأفارقة فرصة إقامة علاقات عمل وتبادل الأفكار والترويج لأعمالهم الفنية، إضافة إلى المساهمة في توسيع وتطوير السينما الإفريقية، باعتبارها وسيلة للتعبير والتثقيف والتوعية، وإنشاء سوق للأفلام الإفريقية والمتخصصين في الصناعة، علما أنه يجتذب جمهوره من جميع أنحاء القارة وخارجها. مهرجان "فيسباكو" يتحدى يصدح الفنانون، طيلة أيام المهرجان، بكل أنواع الموسيقى في منصة في شارع رئيسي، لا تبعد كثيرا عن مقر شركة الخطوط الملكية المغربية، خاصة أنه يستقطب فنانين من جنسيات متعددة، باعتبار المهرجان برنامجا للتنمية الثقافية لفنون العرض والفرجة الإفريقية (الموسيقى والمسرح والرقص والسينما)، ويروم دعم إنتاج عروض ذات جودة عالية، وتسهيل تنقل المبدعين وإنتاجاتهم في افريقيا والعالم وتكوين الفنانين والعاملين في سلسلة إنتاج العروض وتطوير قطاع فنون العرض والفرجة في القارة الإفريقية. تأسس المهرجان في 1969، وشاركت في دورته الأولى خمس دول إفريقية، وهي فولتا العليا (بوركينا فاسو) والكاميرون وكوت ديفوار والنيجر والسنغال، بالإضافة إلى فرنسا وهولندا، وتم عرض ما مجموعه 23 فيلما. وفي نسخته الثانية، ارتفع عدد الدول الإفريقية المشاركة إلى تسع، بما في ذلك لأول مرة تونس وغينيا ومالي وغانا، وتم عرض 40 فيلما. أما في 1983، فتضمن المهرجان "السوق الدولية للسينما والتلفزيون الإفريقية"، وهو سوق لمخزون الأفلام الإفريقية ولقطات الفيديو. وابتداء من 1985، تبنى المهرجان مواضيع مختلفة للحدث السنوي، بدءا من "السينما والشعب والتحرير"، إذ حمل المهرجان في نُسخة 2007 شعار "الممثل في صناعة الأفلام الأفريقية والترويج لها". ومع بروز المهرجان زادت ميزانيته ورعاته، وشملت الدول المانحة: بوركينا فاسو والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا والسويد وجمهورية الصين. وتشمل المنظمات المانحة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونسكو واليونيسيف والاتحاد الأوربي وغيرها، نظرا للاعتراف الدولي الذي يتمتع به المهرجان، إذ مكن صانعي الأفلام الأفارقة من إظهار مواهبهم وبيع منتجاتهم في السوق الدولية. ولأنه مهرجان فريد من نوعه، فقد حرصت الخطوط الملكية المغربية على مواكبته، وأصبحت الناقل الرسمي لهذا الحدث الثقافي منذ 2014، إذ عززت الشركة موقعها باعتبارها الناقل الرسمي لهذا الحدث الثقافي المرموق. الشراكة الثقافية الإفريقية احتفلت الخطوط الملكية المغربية بمرور تسع سنوات على شراكتها مع المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو، إذ انطلقت في 2014، وتستمر ب" الطموح نفسه في تعزيز وضوح الرؤية وإشعاع هذه التظاهرة الإفريقية الكبرى". وتؤكد المؤسسة أنه رغم الصعوبات المتولدة عن الأزمة الصحية التي كان لها وقع على النقل الجوي عالميا وقاريا، أعادت الخطوط الملكية المغربية إطلاق استراتيجيتها لدعم الأحداث الثقافية الإفريقية الكبرى من خلال تجديد دعمها للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو، بمجرد استئناف نشاطه. تنص اتفاقية الشراكة على أن تصبح الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي لهذه التظاهرة الثقافية والفنية. وستمكن الشراكة الشركة من ضمان النقل الرسمي للمشاركين والشحن اللازم لإنجاز هذه التظاهرة الكبرى الرامية إلى النهوض بالفن السابع على مستوى القارة الإفريقية، إضافة إلى توفير التذاكر خلال كل دورة للمهرجان، كما تلتزم الشركة بتحديد أسعار تفضيلية بمجموع محطات انطلاق شبكتها سواء بالولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا، أو الشرق الأوسط أو الدول الأفريقية الأخرى لتمكين المشاركين من حضور هذا الحدث. كما وفرت الشركة جميع وسائل التواصل التي تتوفر عليها، من قبيل مجلتها التي يبلغ رقم سحبها 50 ألف نسخة، والافلام التي يتم بثها خلال الرحلات، والملصقات، قصد المساهمة في إشعاع المهرجان وتعزيز بعده الدولي، ما اعتبر "تموقعا يتجاوز المصالح التجارية والإشهارية، فهي عملية هوياتية حقيقية"، علما أن موقع الشركة باعتبارها "الأولى على مستوى غرب إفريقيا يلقي على عاتقها مسؤوليات من ضمنها ترسيخ هويتها الإفريقية طبقا لتوجيهات الملك محمد السادس، ما ساعد على مشاركة المغرب في عشرية التنمية المدعمة التي ستشهدها القارة وفي تجديد التأكيد على مشروعيته الإفريقية". وحسب عدد من المسؤولين، فإن هذه "التظاهرات الثقافية الإفريقية غالبا ما تعرف عراقيل بسبب النقل، غير أن شركة الخطوط الملكية المغربية تعرب عن تضامنها مع منظمي فيسباكو"، سيما أن المسؤولين البوركينابيين ظلوا ينوهون بسلطات البلدين لأنها "أدركت كيف تقيم تعاونا ثقافيا وسينمائيا، ما مكن من إرساء هذه الشراكة بين شركة الخطوط الملكية المغربية و"فيسباكو". فالاتفاقية، الأولى من نوعها منذ 45 سنة، يقدم المغرب نموذجا قويا، لأن شراكة تمتد لسنوات ستمكن شعوبا وسينمائيين أفارقة من التلاقي، وستجعل السينما الإفريقية كونية. وتساهم شركة الخطوط الملكية المغربية، ومن خلال هذه الاتفاقية، في "الترويج لـ "فيسباكو"، أكبر موعد ثقافي بالقارة يتوخى الحفاظ على السينما الإفريقية وضمان إقلاعها"، ومواكبة صورتها بالقيم الكونية التي يتم تمريرها عبر هذه التظاهرة المهمة التي تشيع قيم السلام والأخوة والتسامح والانفتاح. وتندرج هذه الشراكة، حسب المصدر ذاته، في إطار استراتيجية الشركة المغربية الرامية إلى تعزيز إسهامها في تنمية القارة الإفريقية، وكذا في إطار الجهود التي ما فتئت الشركة تبذلها للدفاع عن صورة القارة وتثمينها عبر العالم من خلال مواكبة التظاهرات الفنية والثقافية الكبرى على الصعيد الدولي، إضافة إلى الانخراط العميق لشركة الخطوط الملكية المغربية في محيطها التاريخي والقاري، وتكريس وضعها شركة إفريقية مرجعية". وزراء بوركينابيون ضيوف الحفل لبى حوالي ستة وزراء بوركينابيين وأفارقة دعوة الشركة الملكية المغربية لحفل لمناسبة مرور تسع سنوات على اتفاقية شراكة مع "فيسباكو". وشهد الحفل تقديم عروض لفرق فلكلورية بوركينابية، تلاها تدخل يوسف السلاوي، السفير المغربي، الذي أشاد بمستوى التعاون الإفريقي في المجال الثقافي، باعتباره رافعة للتقارب بين مختلف المجتمعات والحضارات، مبرزا التزام الخطوط الملكية المغربية الراسخ، باعتبارها "الناقل الرسمي" لفناني وضيوف هذا الحدث السينمائي والثقافي، ولمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، و"موف أفريكا" بوركينا فاسو، من أجل الترويج للسينما الإفريقية. كما نوه السفير بالمشاركة الفعالة والملموسة للوفد المغربي، مذكرا بأن المملكة معتادة على المشاركة في "فيسباكو"، حيث فازت في ثلاث مناسبات بـ "الحصان الذهبي لينينغا"، الجائزة الأولى للمهرجان. وقال إن هذه المشاركة المهمة من فنانين وسينمائيين ووسائل الإعلام تعكس الاهتمام المتزايد للمغرب بهذا الموعد الثقافي، لافتا إلى ضرورة العمل معا من أجل ترسيخه وتعزيزه. وقال السلاوي، إن المبادرة المشتركة لإطلاق "الجامعة الافريقية لنوادي السينما بإفريقيا" وتوقيع اتفاقية الشراكة بين الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب واتحاد الاندية السينمائية البوركينابية، تستحق الثناء نظرا لقيمتها، مسلطا الضوء على المرونة التي أبدتها بوركينا فاسو وسينماها لتنظيم "فيسباكو 2023". وكشف السلاوي عن العلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب وبوركينا فاسو، والمستمدة أسسها من التضامن وأواصر الصداقة والاحترام المتبادل الذي يربط البلدين الشقيقين والصديقين. جودات: الشركة فاعل قاري مسؤول وملتزم قال محمد رضا جودات، المدير الإقليمي للخطوط الملكية المغربية ببوركينافاسو، إن هذه الشراكة تأتي لتعزز المكانة الإفريقية والدولية للمهرجان، الموجه لتثمين قطاعي السينما والتلفزيون، بعد أن اكتسب، على مر السنين، متابعة جماهيرية ومستوى عالميا. وأوضح جودات أنه من خلال مواكبة التظاهرات الفنية والثقافية الكبرى، تطمح الخطوط الملكية المغربية إلى تثمين صورة إفريقيا ومد إشعاعها عبر العالم، مشيرا إلى أن الشركة تعمل بذلك على إبراز إبداع القارة وأحلامها، عبر التزامها، جنبا إلى جنب، مع مهرجانات السينما والصورة والموضة والكوميديا والموسيقى وكذا الفن المعاصر. وأبرز المتحدث نفسه دور "الناقل الرسمي"، الذي تضطلع به الخطوط الملكية المغربية لدى مختلف المواعيد الثقافية الإفريقية، مما يفتح آفاقا جديدة للمنظمين والفنانين ويعزز قابلية وصول أكبر عدد من الجمهور. وذكر جودات، في هذا الصدد، بأن الشركة الوطنية هي الناقل الرسمي لمجموعة من التظاهرات القارية منها "بينالي داكار" للفن الإفريقي المعاصر، و"البينالي الإفريقي" للصورة، و"سوق فنون العرض الإفريقية" بأبيدجان، ومهرجان "شاشات سوداء" بالكامرون، موضحا أن مواكبة هذه الأحداث الكبرى تعزز قرب الناقل الجوي المغربي من زبنائه في مجموع أسواقه القارية، وكذلك من المغتربين الأفارقة المقيمين في مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه من خلال مركزها الرئيسي في البيضاء وشبكتها الجوية الواسعة، تبرز شركة الخطوط الملكية المغربية فاعلا قاريا مرجعيا ومسؤولا وملتزما، حيث تعمل على تعزيز الربط بين إفريقيا والعالم، وتقريب العواصم الإفريقية من أكبر الحواضر الدولية.