حركة مدنية تندد بقطع الأشجار خارج القانون وتخريب النسيج الغابوي تتعرض غابات الأطلس المتوسط، خاصة المجالات التي يوجد بها الأرز، إلى التخريب منذ عقود، من قبل ما يصفه نشطاء بيئيون "مافيا الخشب"، الذين يتاجرون في هذه المادة الثمينة، التي تصل أسعارها إلى مستويات كبيرة، لأنها أجود الأنواع المستخدمة في الصناعة والديكور الداخلي للمنازل والمحلات والشركات، وغيرها. وفي هذا الصدد أطلقت حركة مغرب البيئة 2050، نداء مستعجلا للسلطات، من أجل التدخل ومحاسبة المتطفلين على الغابات، خاصة في الأطلس المتوسط والريف، بعد زيارة قامت بها سليمة بلمقدم رئيسة الحركة، ومهندسة منظرية، والتي وقفت على عدد كبير من الأشجار المقطوعة. تخضع الغابات لتدبير مضبوط وقانوني، يتعلق بتفويت مشاريع، من قبل مؤسسة المياه والغابات إلى بعض الشركات، من أجل إزالة الأشجار الميتة، والفروع المتكسرة، مقابل مبلغ مادي، إذ يتم قطعها وتحويلها إلى قطع صغيرة، وجلبها لمخازن تابعة للمياه والغابات، التي تعيد بيعها لتجار الخشب بالجملة. ورغم أهمية هذه الخطوة في تنظيف الغابة من الزوائد والأشجار الميتة، لأنها تساهم في الحرائق وتزيد من قوتها، عندما تكون الغابة مهملة، إلا أن النشطاء البيئيين لم يعودوا قادرين على تمييز الشركات المرخصة، من مافيا الخشب، التي تدخل الغابة وتقطع الأشجار، بعضها ما يزال بصحة جيدة، وبإمكانها أن تعيش لعقود أو قرون أخرى. وبما أن مساحات غابات الأرز في المغرب كبيرة، إذ تتجاوز 133 ألف هكتار، فإن المياه والغابات لا تتوفر على ما يكفي من الموارد البشرية لحراسة هذه المجالات الشاسعة، ما يفتح المجال أمام أشخاص لا ضمير لهم لتدمير هذه الغابات. وبالإضافة إلى مافيا الخشب، فإن بعض النشطاء البيئيين والفاعلين الجمعويين، يتهمون بعض المسؤولين في المياه والغابات، بعدم تطبيق القانون، وبالتواطؤ أحيانا مع بعض الشركات التي تخرق القانون، خاصة أن بعض المسؤولين عزلوا من مناصبهم، كما هو الأمر في مركز توفينت في الفترة الأخيرة. وتعتبر أشجار الأرز ثروة وطنية نادرة، لا توجد بمساحات شاسعة إلا في المغرب، وتعرف بأهميتها البيئية القصوى، إذ حسب المتخصصين، فإن قدرة أشجار الأرز على امتصاص ثنائي أكسيد الكربون، تصل إلى 3 أضعاف أشجار الغابات الاستوائية، كما أنها تعيش لقرون عديدة. عصام الناصيري