جــرائـم الـجـنـس والمــال

هاجسها الانتقام وبصماتها بتر الأعضاء وتقطيع الجثث أو إحراقها لم تعد جرائم الانتقام منحصرة في قتل الخصم أو الغريم بضربة حجر أو أداة حادة أو طعنات بسكين في لحظة غضب، وبعدها اختيار إما الفرار من مسرح الجريمة أو تسليم الجاني لنفسه أمام المصالح الأمنية من شرطة ودرك، بل أضحت تتم وفق أساليب بشعة تحاكي أفلام الرعب يعبر فيها الجاني عن الحقد الكبير الذي يكنه للضحية والآثار النفسية التي يعانيها القاتل. ومن خلال هذا الملف، يتبين أن استغلال جرائم الانتقام لم تعد تتم بشكل تقليدي، بل لجأ الجناة أفرادا أو عصابات إلى تطوير أساليب القتل للتمويه على المحققين، ولضمان التفنن في تعذيب الضحية المستهدف والتمثيل بالجثة المراد الانتقام من صاحبها. ولأنه لا يختلف اثنان على أن موضوع "الجرائم البشعة للانتقام" أصبحت حديث الساعة لدى الشارع المغربي، خاصة بعد تنامي الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل مثير للقلق، فإن المختصين في القانون يرون أن الانتقام دائما ما يتخذ سلوكا إجراميا، يكون ظرفا من ظروف تشديد العقوبة، لأنه غالبا ما يقترن بالترصد والإعداد المسبق للفعل الإجرامي، وقد يكلف صاحبه عقوبات مشددة قد تصل إلى المؤبد أو الإعدام، في حال التورط في جريمة قتل والتمثيل بالجثة، سواء بتقطيعها أو حرقها. م. ب باعـثـها إشـفـاء الغـليـل جناة اختاروا تصفية خصومهم بسبب الغيرة أو الخيانة أو الشذوذ كثيرة هي الجرائم التي تكون بدافع الانتقام من الضحية، لأسباب قد تؤدي بمرتكب الجريمة إلى حد التمثيل بجثة ضحيته أو تعذيبها بشكل بشع. ومن الجرائم البشعة التي ارتكبت، أخيرا، تلك التي اختار فيها زوجان يقيمان بسلا، الانتقام من امرأة يشتبه في أنها كانت على علاقة بالزوج، بطريقة مشابهة لتلك التي أودت بحياة الشابة "حنان" قبل أشهر قليلة، بعدما عمد الجاني إلى اغتصابها بقنينات خمر وتعذيبها، إذ عمد الزوجان إلى تعريض الضحية لاعتداء جنسي بواسطة قنينة خمر، أحدثت لها أضرارا استدعت نقلها إلى المستشفى. الجريمة اكتشفت بعد دخول الضحية إلى المستشفى لتلقي العلاج، إذ وقف الطاقم الطبي على تعرضها لاعتداء جنسي خطير، الشيء الذي أدى إلى إخبار المصالح الأمنية بالواقعة. وإثر الأبحاث التي بوشرت في الموضوع، تم الاهتداء إلى هوية الجانيين (بائع متجول وزوجته)، يبلغان من العمر 36 سنة و26 ، تبين أنهما كانا على خلاف مع الضحية وقررا الانتقام منها، إثر شبهة وجود علاقة قديمة للضحية التي تبلغ 30 سنة بالبائع المتجول. وأظهرت الأبحاث أن الجانيين عمدا إلى استدراج الضحية وتخديرها وتجريدها من ملابسها والاعتداء عليها بواسطة قنينة. ولم يكتف الجانيان بذلك، بل عمدا إلى توثيق الجريمة عبر مقاطع فيديو، لأجل ابتزاز الضحية. ولم تكن جريمة بتيزنيت أقل بشاعة من سابقاتها، حين اهتز إقليم تزنيت على وقع جريمة شنعاء ذهب ضحيتها شخص كان يعمل بائعا للدجاج، وذلك بعد عثور المصالح الأمنية على جثة متفحمة وملقاة بقارعة الطريق قرب جماعة اداكاكمار، تبين أن مرتكبيها شخصان تربطهما علاقة بالضحية، إذ وقفت الأبحاث على عملية استدراجه إلى منزل في حي اليوسفية بتزنيت، قبل أن يفاجئاه بالتهديد ومطالبته بالانبطاح أرضا، لتكبيله ثم لفه في بطانية. وعمد المتهمان، اللذان تربط أحدهما علاقة خاصة بالضحية، في البداية إلى تكبيله دون أن يبدي مقاومة أو يطلق صرخات، كما لفا لصاقا على وجهه وتركا ثقبا عند الفم، وأمراه بمدهما بالقن الخاص ببطاقته البنكية، تحت التهديد، ليتوجها إلى وكالة بنكية، حيث سحبا مبلغا أوليا، ثم عادا ليحكما لف اللصاق على وجهه دون أن يتركا له فرصة للتنفس، وظل على تلك الحالة إلى أن فارق الحياة. وأعد المتهمان العدة لتصفية المتهم قبل الالتقاء به، إذ اقتنيا جميع اللوازم المستعملة في الجريمة، ومن بينها السائل سريع الاحتراق "الدوليو". وعمد المتهمان بعد عودتهما من الشباك البنكي إلى تصفية الضحية، قبل التفكير في التخلص منه بإحراقه، فقررا أن ينقلا جثته على متن سيارته إلى أن بلغا مكانا خلاء، بالقرب من الطريق المؤدية إلى تافراوت، حيث رميا الجثة وصبا عليها سائل “الدوليو” وأشعلا فيها النيران، وهو ما سبب لأحدهما حروقا، كانت دليلا كافيا على ضلوعه في الجريمة، إذ ظهر أثناء تمثيل الجريمة وهو يضع ضمادة على الجزء المحروق من يده. وبعد أن تخلص المتهمان من الجثة، سرقا السيارة وتوجها بها إلى تافراوت، حيث قضيا ليلتهما هناك، قبل أن يتخلصا منها بتركها لقرب فندق. واعترف أحد المتهمين بأنه كان على علاقة شاذة بالضحية، وأنه قرر تصفيته للتخلص منه. كريمة مصلي

جــرائـم الـجـنـس والمــال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قفة الإحسان تثير شهية "الإخوان"

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات