بايتاس غاضب بسبب اتهامه باقتناء «ذبيحة سرية» بـ 75 درهما اعترف نزار بركة، أمين عام الاستقلال، ووزير التجهيز والماء، بأن "100 درهم ما بقات كدير والو" بالنسبة إلى المغاربة بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، والخضر والفواكه، وزيوت المائدة وباقي المواد. وأكد الوزير، في تحليله للوضع الاجتماعي، أن ارتفاع سعر اللحم إلى 100 درهم للكيلوغرام، والخضر إلى ما فوق 12 درهما، إضافة إلى باقي المواد الاستهلاكية، في إشارة إلى زيت المائدة، جعل 100 درهم بدون قيمة بالنسبة إلى من كان يملأ بها "قفته"، وأن الحكومة واعية بهذا الأمر، مضيفا أنه مع توالي الأزمات، استنفد المغاربة كل ما كانوا يدخرونه من أموال بعد جائحة كورونا، ووجدوا أنفسهم مرة أخرى في مواجهة ارتفاع الأسعار في السوق الوطنية، لارتفاعها على المستوى الدولي بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. وانتقد المسؤول الحكومي بعض الممارسات المخلة بالقانون، من قبيل التخزين السري للمنتجات، وإحراق أخرى، لضمان رفع الأسعار والتلاعب في الأسواق، ما دفع الحكومة إلى التدخل للحد من ذلك، كاشفا كل الإجراءات المتخذة في هذا الصدد من تشديد المراقبة، وتقليص دائرة الوسطاء ودعم مهنيي نقل البضائع لكي لا ترتفع الأسعار. وبينما انتقد بركة تلاعب المضاربين بالأسعار وتوجه الحكومة نحو تقليص دائرة نفوذهم، قال رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، إنه لا يمكن الاستغناء عن كل المضاربين أو "الشناقة"، لأن لهم دورا في تزويد الأسواق بالمواد الغذائية، وأن دور الحكومة هو مواجهة من يخل بالقانون، ويتسبب في رفع الأسعار. ومن جهة أخرى، لم يسلم مصطفى بايتاس، وزير العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، من "التنمر" والتهجم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تصريحه الأخير بأنه اقتنى كيلوغرام لحم من سوق أحد العرب بإقليم الصخيرات بـ 75 درهما فقط، إذ تحدث البعض عن احتمال أن يكون الوزير ذهب ضحية الذبيحة السرية، أو أن الجزار تخوف من ردة فعله، فخفض السعر، رغم محاولة الوزير إخفاء ملامحه وارتداء لباس شعبي تقليدي. واستشاط بايتاس غضبا، وهو يرد على أسئلة الصحافيين، داعيا إياهم إلى القيام بواجبهم المهني عبر إنجاز "الميكرو طروطوار"، الذي يعد أحد الأجناس المعروفة في المجال الصحافي، والاشتغال بعين المكان، وفي كل الأسواق الأسبوعية، التي تبعد عن ضواحي المدن، للتحقق مما صرح به هو شخصيا في لقاء حزبي، معتبرا أن الصحافة لها دور لتقديم معطيات حقيقية عن وضع الأسواق لتوعية المواطنين. وعما إذا كان ضحية للذبيحة السرية، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، "الأمر يتعلق بحياتي الشخصية ولا يهم الآخرين أين أذهب، ومن أين أشتري المواد الغذائية". وعن نوعية اللحم الذي اقتناه وما إن كان "ذبيحة سرية" لأن سعره رخيص مقارنة مع السعر المتداول في كل الأحياء، قال الوزير "أنا تناولته وها أنا في صحة جيدة ولله الحمد". أحمد الأرقام