التجنيـد الإجبـاري … خدمـة وصنعـة

تأهيل تقني ومهني بعد الإعداد البدني وتحفيز روح الانتماء إلى الوطن والدفاع عنه لا تقتصر فوائد الخدمة العسكرية الإجبارية على الإعداد البدني، الذي يعتبر أساسيا في التكوين لما له من دور كبير في الحفاظ على اللياقة والجاهزية وتطوير المهارات والصفات المعنوية والنفسية، فضلا عن تنمية قوة روح التحمل والصبر والثقة في النفس، بل تمنح المجند صنعة تغير مجرى حياته نحو الأفضل بعد إنهاء فترة التجنيد. إنجاز: ياسين قطيب - تصوير: (عبد المجيد بزيوات) ثمانية أشهر للتكوين يتضمن استعمال زمن كل فوج من أفواج التجنيد الإجباري تأهيلا تقنيا ومهنيا في التخصصات المتوفرة لدى وحدات القوات المسلحة الملكية، ما سيساعد المجندين، الذين يبرزون مؤهلاتهم وروح المسؤولية والالتزام، على اكتساب خبرات ومهارات جديدة تفتح لهم فرص الاندماج المهني والاجتماعي، إضافة إلى تكوين معنوي يرسخ القيم الوطنية وروح الانتماء إلى الوطن والدفاع عنه. تأهيل عسكري يساعد على ترسيخ روح الانضباط وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، من خلال التداريب العسكرية والرياضية والأنشطة التي تساعد على التحمل والتحدي. ولا تهدف الخدمة العسكرية فقط إلى ترسيخ شعور الشباب بالانتماء وتزويدهم بالتدريب العسكري المؤهل، بل كذلك إلى فتح آفاق الاندماج في سوق العمل من خلال تقديم تدريب شامل في عدة مجالات وأنشطة، مثل تنمية المهارات وتنمية المعارف التقنية والمهارات البدنية والعقلية والأخلاقية وترسيخ روح الانضباط والالتزام والمسؤولية لديهم. وتنقسم عملية تدريب الخاضعين للخدمة العسكرية إلى مرحلتين رئيسيتين، الأولى مدتها 4 أشهر مخصصة للتدريب الأساسي المشترك، يتعلم خلالها المجندون دروسا مهمة في مجالات النظام الصارم واللوائح العسكرية والأمنية، والتربية الأخلاقية والمدنية، والتاريخ العسكري، والتعليم الديني لجعل المجندين الشباب يقبلون القيم الأخلاقية وطريقة جديدة للحياة. وبعد ذلك تبدأ مرحلة ثانية من 8 أشهر تحمل تسمية التخصص، يتم فيها التركيز على التدريب المهني النظري والعملي لتطوير مهارات واكتساب أخرى جديدة، من أجل تعليم المجند وظيفة من شأنها أن تسهل دخول العمل إلى السوق. ويشمل برنامج مرحلة التخصص تكنولوجيا المعلومات والميكانيك والبناء والكهرباء والنجارة والرسم والبستنة والسباكة والرياضة والأمن، بالإضافة إلى مهن الصحة والفروسية والسكرتارية. السكرتارية والإعلاميات لبت 189 شابة نداء الوطن عبر التحاقهن بمركز تكوين المجندات بالقاعدة الجوية للدعم العام بابن سليمان، وذلك لأداء الخدمة العسكرية عبر الاستفادة من ثمانية تخصصات ستمكنهن من شق طريقهن نحو النجاح وإثبات الذات. وينقسم الفوج الحالي وفقا للرغبات المعبر عنها والقدرات والمؤهلات الذاتية، إلى شعب ذات آفاق مستقبلية، ويتعلق الأمر أساسا بتخصصات تهم الإعلاميات والسكرتارية (الكتابة والمكتبيات)، والتعليم الأولي ومساعدة الأشخاص والبستنة ومساعد مدرب رياضي إلى جانب المطعمة في شقيها المتعلق بالطبخ وبالخدمات ذات الصلة. وستتوج هذه المرحلة بحصول المتفوقات على شهادات تخول لهن إمكانية اقتحام سوق الشغل، في وقت سيحظى البعض منهن بشرف الانخراط في صفوف القوات المسلحة الملكية. وشكلت هذه الدورات التكوينية في شقيها النظري والتطبيقي فرصة سانحة للظفر بالعديد من المكتسبات من بينها روح المواطنة والمسؤولية والانضباط وتنمية وتعزيز القدرات المعرفية والمهنية وصقل المهارات والثقة في النفس والتحلي بالشجاعة والصبر والتفاؤل، ما جعل المجندات، المتراوحة أعمارهن ما بين 19 سنة و25 ينوهن بالجهود المبذولة من قبل الأطر والمسؤولين بمختلف رتبهم العسكرية بشأن هذا التكوين البناء والمفيد لمختلف مكونات الفوج 37، والذي سيسمح لهن بسهولة الاندماج في المجتمع، موجهين الدعوة إلى كافة الشابات والشباب المغاربة من أجل الالتحاق بالخدمة العسكرية وفاء للشعار الخالد "الله الوطن الملك". مهن أعوان الصحة التحق 30 مجندا بالمستشفى العسكري مولاي الحسن بكلميم ، حيث يخضعون منذ 18 أكتوبر الماضي، لفترة تكوين ثانية متخصصة تمتد لـ 8 أشهر، لاكتساب المهارات اللازمة في مجال الصحة خاصة مهنة عون صحة. وستخول هذه الفترة التكوينية المتخصصة الشباب المستفيدين الذين اختاروا التكوين في المجال الطبي، امتلاك المهارات والتقنيات اللازمة لهذا التخصص الذي يتعين أن يكون المجند على إلمام بها، وبالتالي ضمان اندماجهم المهني والاجتماعي وتسهيل ولوجهم لسوق الشغل. ويتابع هؤلاء المجندون دروسا نظرية بالمستشفى العسكري مولاي الحسن، قبل الانتقال إلى الجانب التطبيقي داخل مختلف المصالح الطبية، التي يقوم فيها المكونون والمؤطرون بمواكبة هؤلاء المجندين لتلقينهم المهارات والخبرات الضرورية لإتقان هذه المهنة . وسيؤهل هذا التكوين المجندين للعمل في عدة مصالح طبية، داخل المستشفيات، ويتعلق الأمر بطب القلب والشرايين، وطب العظام وجراحة الأمعاء، والمسالك البولية، وطب العيون والأنف والأذن والحنجرة، وطب جراحة الدماغ والأعصاب، والطب الباطني، والجلد، وأمراض الجهاز العظمي، والمستعجلات. ويسهر المؤطرون في إطار البرنامج اليومي للمجند داخل المستشفى العسكري، الذي يتوفر على جميع الوسائل اللازمة لإنجاح هذه المهمة من موارد بشرية كفؤة ولوجستية مهمة، على تتبع ومواكبة المجند سواء على المستوى البيداغوجي أو النفسي طيلة الفترة التي يقضيها داخل المستشفى، وذلك من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة من مرحلة التكوين المتخصص. مهن الخيل يواصل حوالي 250 مجندا من كتيبة الخدمة العسكرية السابعة والثلاثين، في المجموعة الثانية لسرايا الخيالة التابعة للقوات المسلحة الملكية في خنيفرة، مرحلة تخصصهم لاكتساب المهارات اللازمة في مجال الفروسية. وتشمل شعبة مهن الخيل المفتوحة منذ أكتوبر الماضي كل ما يتعلق بميدان الفروسية، نظرا لأهميتها في تكريس القيم العليا للمملكة، وباعتبار دورها البطولي في صنع أمجاد الحضارة المغربية منذ القدم، إذ بدأ المجندون، الذين قدموا من جميع أنحاء المملكة ويحدوهم حس المسؤولية والواجب تجاه الأمة، في المجموعة الثانية لسرايا الخيالة، مرحلة تخصصهم في مختلف المجالات والتخصصات ذات الصلة المباشرة بالحصان، والتي تستفيد من اهتمام استثنائي من جانب القوات المسلحة الملكية للحفاظ عليها باعتبارها تراثا ثابتا للثقافة المغربية. ويتم تدريب المجندين في خمسة تخصصات تتعلق بمجال الخيول، سيما سائسا خاصا بالعناية وترويض الخيول، والمسؤول عن نظافة الخيول ورعايتها وكذلك جميع جوانب حياة الحصان، بما في ذلك التغذية والرعاية الطبية والتضميد الذي يتعلم المتخرجون من شعبته العناية وترويض الخيول وتقديم العناية اللازمة لها داخل الإسطبل وخارجه، مع مراعاة مزاج الحصان. ومن بين الاختصاصات المقدمة في المجموعة الثانية لسرايا الخيالة التابعة للقوات المسلحة الملكية بخنيفرة، مساعد الممرض البيطري والمسؤول عن إجراء الفحوصات العامة والخاصة للخيول وتحديد العلامات غير الطبيعية فيها، ومساعد الحداد الذي يتخرج ملما بكل ما يتعلق بحافر الحصان والعناية به، وكذلك صناعة وتركيب الصفائح على حوافر الخيول، وكل ذلك تحت إشراف وتوجيه الطبيب البيطري، بالإضافة إلى تخصص الإسكافي، الذي يتعلم فيه المجندون طريقة صناعة وإصلاح جميع أنواع الأحذية والأشياء الجلدية والسروج الخاصة بركوب الخيل، وبإتقان جميع المراحل المتضمنة في صنع القطع الجلدية. ويتعلم المجندون في أوراش المجموعة الثانية لسرايا الخيالة تصنيع وإصلاح جميع أنواع السروج، من تصميم وإعداد الجلد حتى يصبح السرج جاهزا للاستخدام، بالإضافة إلى مهن البستنة التي تشمل تجهيز الحدائق والمساحات الخضراء، والتعامل مع كل مراحل نمو النباتات وكذلك الإلمام بتكاثر الأشجار والأزهار، وأمراضها ووسائل الوقاية منها.

التجنيـد الإجبـاري … خدمـة وصنعـة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأغنية الرومانسية في "يا موجة غني"

الموسم الثاني من "دبي بلينغ" على "نتفليكس"

مقالات ذات صلة