تراجع الإقبال على محلات الورود وحجوزات متواضعة في مراكز التجميل وفنادق بدون «كوبلات» يتخوف باعة الورود من عدم إقبال الزبائن على شراء المنتوجات، الخاصة بعيد الحب الذي يحتفل به العالم، اليوم (الثلاثاء)، بسبب تأثرهم بالغلاء الذي تعرفه أثمنة العديد من المواد الغذائية الأساسية. وقال بائع ورد في أحد أسواق البيضاء، إن ثقافة إهداء الورود غائبة أصلا في المغرب، ونحن ننتظر مثل هذه المناسبة من أجل الانتعاش قليلا، غير أن الأزمة بدأت ترخي بظلالها على جيوب الزبناء، الذين أصبحوا يفضلون شراء كيلوغرام لحم أو طماطم وبصل، عوض باقة ورد قد يصل ثمنها إلى أكثر من ألف درهم. من جهته، اعتبر صاحب أحد محلات بيع الشوكولا الفاخرة، أن مبيعاته لن تتأثر بالأزمة أو ارتفاع الأسعار، لأن زبائنه أساسا من فئة اجتماعية معينة، حريصون على اقتناء علب الشوكولا، سواء في عيد الحب أو بدونه، وسواء ارتفع ثمن الطماطم أو انخفض، لأنها من الأساسيات بالنسبة إليهم. وأضاف، في لقاء مع "الصباح"، أن التراجع حصل على مستوى بعض الشركات والمقاولات التي اعتادت في مثل هذه المناسبة، على اقتناء علب الشوكولاطة بكميات كبيرة، سواء لإهدائها إلى شركائها أو إلى العاملين لديها، وهي العادة التي قلت كثيرا منذ بداية جائحة "كورونا". وفي سؤال لصاحبة "سبا" ومركز للتجميل، عن الحجوزات بمناسبة "السان فالانتان"، أوضحت أن هناك حجوزات أغلبها من أزواج راغبين في "تدليع" زوجاتهم بهذه المناسبة، لكنها ليست مثل الأعوام السابقة، لذلك "اضطررنا إلى تقديم عروض خاصة واستثنائية بالمناسبة وتخفيضات مهمة على العديد من الخدمات، من أجل استقطاب أكبر قدر من الزبائن الذين أصبحت مثل هذه الخدمات تعد ترفا بالنسبة إليهم، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المواطنون". وفي الوقت الذي كانت نسبة الملء في الفنادق عن آخرها قبل عيد الحب، أصبحت المؤسسات الفندقية "تنش الذباب"، في مثل هذه المناسبة، واضطرت إلى تقديم عروض استثنائية من أجل استقطاب الأزواج، دون جدوى، خاصة أنها ممنوعة من استقبال "الكوبلات" بدون عقود زواج، وهو ما يضطرهم إلى البحث عن حلول أخرى لا تقلق راحتهم، حسب ما أوضح أحد المهنيين بمراكش، والذي أضاف، في اتصال مع "الصباح"، أن الأزمة أرخت بظلالها على المستهلكين بمختلف فئاتهم الاجتماعية، وأصبح الاحتفال بمثل هذه المناسبات نوعا من "اللوكس"، الذي يمتنعون عنه في زمن "تزيار السمطة"، علما أن رمضان على الأبواب، بكل ما يعنيه ذلك من مصاريف إضافية ترهق كاهل الأسر.