اختار المكتب السياسي الجديد لحزب التقدم والاشتراكية في أول اجتماع له، مهاجمة العمل الحكومي، ووصفه بالضعف السياسي والتواصلي، مؤكدا أن الحكومة بصدد إخلاف موعدها مع لحظة تاريخية، تمثلت في الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني لكرة القدم. وأكد المكتب السياسي أنه كان من المفروض على الحكومة استثمار الأجواء الوطنية الحماسية، التي أدى إليها التألق الرياضي، في شحذ الهمم وتعبئة الطاقات بكافة المجالات، مطالبا إيها باتخاذ الإجراءات والشروع في الإصلاحات الضرورية لمواجهة تدهور القدرة الشرائية للمغاربة. ولم يفت رفاق بنعبدالله تسجيل تحسن مؤشرات بعض القطاعات، مثل السياحة وصادرات السيارات وعائدات مغاربة العالم وقطاع الفوسفاط، وبعض التدابير الاجتماعية المرتبطة بالنتائج الجدية والواعدة للحوار الاجتماعي في قطاع التعليم، معربا عن أمله في أن تشكل معالجة جل ملفات الموارد البشرية، ضمن النظام الأساسي المتفق عليه، مدخلا لإصلاح منظومة التربية والتكوين، بما يحقق مدرسة الجودة والتفوق وتكافؤ الفرص. كما عبر عن تطلعه إلى أن يشمل الحوار الاجتماعي كافة فئات الموظفين والأجراء والمتقاعدين، بما يسهم في تحسين دخلهم وظروف معيشتهم. ودعت قيادة الحزب المعارض الحكومة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وعملية، بغاية التصدي للارتفاع المقلق لأسعار مواد الاستهلاك الأساسية، بهدف حماية القدرة الشرائية للمغاربة، عوض الاكتفاء ببعض التدابير المعزولة وذات الأثر المحدود، واللجوء إلى مقاربة تبريرية تستند إلى عامل التقلبات الدولية. وأكد المكتب السياسي ضرورة الشروع الفعلي للحكومة في إجراء الإصلاحات الكبرى المنتظرة والكفيلة بإعطاء نفس جديد للاقتصاد الوطني، من قبيل الإصلاح الجبائي، وتحسين الحكامة، وإصلاح قطاع المؤسسات والمقاولات العمومية، واعتماد تصنيع وطني حقيقي، وفلاحة تحقق الاكتفاء الذاتي الغذائي، والاستثمار في القطاعات الصاعدة، وضمان الأمن الطاقي والمائي والدوائي، وتوفير دعم حقيقي للمقاولة المغربية وللقطاع الخاص في مختلف القطاعات الإنتاجية، بما يمكنها من تجاوز الصعوبات التي تواجهها. وأكد على ضرورة توفير إمكانيات ومداخيل، لتغطية نفقات الحماية الاجتماعية، وإصلاح منظومتي الصحة والتعليم، ومواجهة الفقر والهشاشة، والتخفيف من حدة التفاوتات الاجتماعية والمجالية. برحو بوزياني