تدور حروب خفية بين "أباطرة الدلاح" ولفيف من السياسيين والبرلمانيين، في واحات الجنوب، بعد تمكن عدد كبير من المزارعين "المطرودين" من طاطا وزاكورة وشيشاوة، من السيطرة على أراض شاسعة، وشرعوا في تجهيزها لزراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر. ورغم الضغط غير المسبوق الذي يقوده سياسيون من أحزاب مختلفة، وبرلمانيون ومستشارون جماعيون وهيآت المجتمع المدني، إلا أنهم لم يتمكنوا من استصدار قرار عاملي يمنع هذه الزراعة المستنزفة للمياه، خاصة أن الأمر يتعلق بواحات تعيش إجهادا مائيا منذ سنوات طويلة. وانهال برلمانيون من أحزاب الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، على وزراء الحكومة بأسئلة كتابية ومراسلات، خاصة وزراء الداخلية والفلاحة والماء، للوقوف أمام هذا المشروع الذي يستهدف الموارد المائية لسكان عدد من الواحات. ولم تقتصر خطة الضغط على المستوى المركزي، بل طبقت أيضا محليا، إذ راسل مستشارون جماعيون من حزب التجمع الوطني للأحرار، رئيس جماعة تغجيجت، قصد تحديد موقفه من حصول مزارعين على أراض سلالية شاسعة وتجهيزها لزراعة البطيخ بنوعيه، وطالبوه بالاجراءات العملية التي قام بها لمنع هذه الزراعة. وبدورها تحرك الجمعيات الفلاحية والسقوية، التي تستفيد وتنظم الاستفادة من المياه داخل واحة تغجيجت، إلى مراسلة والي كلميم للتدخل، إضافة إلى الكثير من الجمعيات التي نددت بالتساهل مع هذه المشاريع، التي ستسبب كارثة بيئية للسكان المحليين. ومن جهة أخرى اختار المزارعون "الحياد" وانتظار ما ستؤول إليه الأمور، عكس مزارعي طاطا الذين خرجوا للدفاع عن أنفسهم في العلن، إضافة إلى أنهم منهمكون في تجهيز الأراضي، وحفر الآبار استعداد لموسم زراعة البطيخ. عصام الناصيري