حروب المال والسلطة

فلاسفة ومفكرون يتأملون في الرياضة الأكثر شعبية في كتابه "سقوط الفيفا: الفساد.. المال.. السلطة" ناقش "ديفيد كون" الصحافي في "الغارديان"، صراعات المال والسلطة داخل منظومة الفيفا بدءًا من تأسيسها عام 1904 وحتى آخر وقائعها بإسناد تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 لدولة قطر. وهو ما يخالف مبادئها الأولى التي تأسست من أجلها، وهي ضمان اللعب النظيف في كرة القدم. وكيف حولت كرة القدم من لعبة شعبية لجميع الناس إلى وسيلة رأسمالية بحت للربح بشكل أساسي يشوبها الكثير من قضايا الفساد والربح والصراعات السياسية والاقتصادية. من جانبه يرى المفكر والفيلسوف المغربي عبد السلام بنعبد العالي أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة رياضية، إذ تكاد الرياضة الوحيدة التي تحيل مبارياتها ومهرجاناتها ولقاءاتها إلى الرياضة بمعنى مخالف تمام الاختلاف. ويوضح بنعبد العالي فكرته وهو يتأمل في هذه اللعبة بقوله إنها تحيل إلى الرياضة كمؤسسة لها إدارتها وحكامها والحاكمون فيها وعليها، ومؤسسة لها قوانينها وبنياتها وموازين قوة وفق البلدان والمناطق، ووفق الجغرافيا والسياسة، إذ صارت مؤسسة يحكمها الاقتصاد وتحكم هي الاقتصاد، لها أسواقها وبورصاتها ومنطقها الاقتصادي الخاص. واعتبر صاحب كتاب "منطق الخلل" أن كرة القدم صارت تدغدغ العواطف وتؤجج الانتماءات ، وتسوّق وهم الولاءات، وترعى وهم الهويات الجديدة التي تجعل من الفرق الكروية أوطانا جديدة. وقبل ذلك ظلت رياضة كرة القدم محل تأمل من قبل العديد من المفكرين والفلاسفة والأدباء، الذين لم ينشغل بعضهم بتأملها من عل أو من برج عاجي، بل زاولها بعضهم ونبغ فيها، لولا أن جرفته الكتابة، ليكتب عنها من موقع العارف بها والمطلع على خباياها. وإذا كان الكاتب والمخرج الأمريكي بول أوستر يهاجمها، إذ رأى في مبارياتها حروبا معاصرة فهو القائل "البلدان تخوض حروبها اليوم في ملاعب كرة القدم، بجنود يرتدون الشورتات، وإذ يفترض أنها لعبة تستهدف التسلية، غير أن الذاكرة الخفية لصراعات الماضي تخيم على كل مباراة، وكلما أحرز لاعب هدفا تتردد أصداء الانتصارات القديمة"، فإن الأديب والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو كان أحد أمهر حراس المرمى في مراهقته وشبابه، وزاول كرة القدم ضمن بعض الفرق الصغرى في الجزائر التي ولد ونشأ بها، وكاد يمضي قدما في هوايته التي ملأت عليه كيانه، لولا الأمراض التي اجتاحته بفعل طفولته البائسة والفقيرة في حواري الجزائر، التي أورثته مبكرا داء السل الذي أصيب به خلال دراسته الجامعية فانقطع عن مزاولة كرة القدم. كما أن الأديب المصري نجيب محفوظ، كان عكس زميله توفيق الحكيم الذي كان يسخر من لاعبي الكرة ويقول إن عقولهم في أرجلهم، ولعب صاحب "الثلاثية" بقدميه وعقله، وكان يشغل مركز جناح أيسر في الفرق التي لعب فيها، بل كان هدافا. عزيز المجدوب

حروب المال والسلطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكرة... زواج السياسة و"البزنس"

مراجعة عقوبة مسؤول سابق بميدلت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات