الكرة… زواج السياسة و”البزنس”

مونديال قطر 2022 كشف أسرارا جديدة والمنتخب الوطني أفشل مخططات وأحبط طموحات صنع المنتخب المغربي المفاجأة بوصوله إلى المربع الذهبي في مونديال قطر، في سابقة اعتبرت حكرا على كبار المنتخبات الأوربية وفي أمريكا الجنوبية، منذ نشأة هذا العرس الكروي الذي تختلط فيه الحسابات الاقتصادية والمالية والسياسية بالرياضة والكرة التي لم تعد مجرد ترفيه، بل أصبحت "صناعة" قائمة الذات، تدر ملايير الدولارات على كل الأطراف المشتركة في "اللعبة"، وعلى رأسها "فيفا". فهل كان مسموحا للمغرب أن يصل إلى لعب المباراة النهائية، أو الفوز بالكأس العالمية، هو البلد "المحكور"، والمحسوب على بلدان العالم الثالث؟ تساؤلات ومحاولات للإجابة يطرحها هذا الملف، بكل عقلانية، بعيدا عن منطق المؤامرة. رواج تجاري بـ 250 مليار دولار كأس العالم تظاهرة رياضية برهانات اقتصادية وسياسية واجتماعية ومنافسة شرسة لا يعتبر تنظيم كأس العالم لكرة القدم مجرد تظاهرة رياضية فحسب، بل يتعلق الأمر برهانات اقتصادية وسياسية. صحيح أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يعتبر جمعية غير نفعية ولا تسعى إلى الربح، حسب قانونها الأساسي، لكن انعكاسات الفوز بالكأس أو تنظيم التظاهرة على المدى المتوسط والبعيد يجعل من هذه التظاهرة رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما يفسر حدة التنافس حول تنظيمها. ويؤكد خبراء الاقتصاد الرياضي أنه منذ 1998، أصبحت هذه التظاهرة تمثل رهانات اقتصادية كبيرة، إذ أن احتضان المنافسات يساهم في رواج تجاري واقتصادي يتجاوز 250 مليار دولار، فليس غريبا أن تنفق الدوحة 200 مليار دولار لتنظيم منافسات كأس العالم، وقبلها روسيا، التي أنفقت، بدورها، ما لا يقل عن 40 مليار دولار، خلال 2018. وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن الاقتصاد الفرنسي عرف انتعاشة مباشرة بعد احتضان فرنسا لنهائيات كأس العالم وفوز منتخبها بالكأس، إذ حققت نسبة نمو تجاوزت 6 في المائة، خلال ثلاثة أشهر التي أعقبت التظاهرة، و 3 في المائة خلال السنة ذاتها، كما أن فوز إيطاليا بكأس العالم مكن من تحقيق 4.4 في المائة إضافية من النمو. كما مكن تنظيم كأس العالم جنوب إفريقيا من تحقيق نقلة نوعية، سواء في ما يتلق بالبنيات التحتية أوبإشعاع البلد وانعكاسات ذلك على تعزيز جاذبية الاستثمارات الأجنبية وإنعاش التجارة الخارجية للبلد. وكان تنظيم بطولة كأس العالم خلال 1982 نقطة انطلاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإسبانيا، إذ أن هذا البلد كان في مستوى المغرب أو أقل في نهاية السبعينات، وعرف إقلاعا اقتصاديا واجتماعيا، مباشرة بعد تنظيم تلك التظاهرة. ويساهم احتضان هذه التظاهرة أو الفوز بالكأس في تعزيز اللحمة بين مختلف مكونات المجتمع ويمثل مصدر فخر واعتزاز، ما يساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد مكن تنظيم بطولة كأس العالم سياسيي عدد من البلدان من تجاوز المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها العالم، مثل الأرجنتين، التي تمكنت من تجاوز الاحتجاجات الاجتماعية وأزماتها السياسية بعد تنظيم الكأس، خلال 1978، والفوز به لأول مرة في تاريخها. لذا، فإن الرهانات الاقتصادية والتجارية والسياسية لهذه التظاهرة، تجعل القوى العالمية تضغط بكل الوسائل، من أجل الظفر بتنظيم هذه المنافسة الرياضية، وتعمل كل ما بوسعها لمنع البلدان الضعيفة والفقيرة من شرف التنظيم أو حتى الفوز بالكأس واحتلال مواقع متقدمة في الترتيب النهائي للتظاهرة. فليس مستغربا، إذا، أن تضع كل العراقيل أمام المغرب لكي لا يلعب أدوارا طلائعية في هذا الكأس، لما سيكون لذلك من انعكاسات تجارية واقتصادية وسياسية، وقد أصبحت كلمة «موروكو» أكثر الكلمات بحثا في محركات البحث، ما يعني أن ملايين الأشخاص عبر العالم أصبحوا يبحثون عن البلد الذي تمكن من الوصول إلى المربع الذهبي، مع ما يعني ذلك من انعكاسات إيجابية على الحركة السياحية. عبد الواحد كنفاوي

الكرة… زواج السياسة و”البزنس”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مسؤولين بأمن العصابات

حروب المال والسلطة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات