fbpx
ملف عـــــــدالة

محاكمة‭ ‬مستشار‭ ‬تطاول‭ ‬على‭ ‬اختصاصات‭ ‬الدولة

أسس‭ ‬تعاونية‭ ‬للصيد‭ ‬بالداخلة‭ ‬ومنح‭ ‬رخصا‭ ‬مشبوهة‭ ‬لقوارب‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬وشبهات‭ ‬حول‭ ‬محاكمته

شابت‭ ‬خروقات‭ ‬عديدة‭ ‬محاكمة‭ ‬مستشار‭ ‬بجهة‭ ‬الداخلة،‭ ‬تطاول‭ ‬على‭ ‬اختصاص‭ ‬الدولة،‭ ‬سيما‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري،‭ ‬بتأسيس‭ ‬تعاونية‭ ‬للصيد‭ ‬وتمكين‭ ‬قوارب‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬للصيد‭ ‬التقليدي،‭ ‬يزيد‭ ‬عددها‭ ‬عن‭ ‬75‭ ‬قاربا،‭ ‬من‭ ‬رخص‭ ‬للصيد‭ ‬متلاعب‭ ‬فيها،‭ ‬إذ‭ ‬رغم‭ ‬متابعته‭ ‬بتهم‭ ‬ثقيلة‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬الفصل‭ ‬380‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي،‭ ‬أدين‭ ‬بشهرين‭ ‬حبسا‭ ‬موقوف‭ ‬التنفيذ،‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بالداخلة‭ ‬لم‭ ‬تستأنف‭ ‬الحكم‭.‬

وحسب‭ ‬مصادر‭ “‬الصباح‭”‬،‭ ‬فإن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بالداخلة‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بعدم‭ ‬استئناف‭ ‬الحكم،‭ ‬ما‭ ‬يمهد‭ ‬لاستفادة‭ ‬المستشار‭ ‬من‭ ‬عقوبة‭ ‬مخففة،‭ ‬وحصر‭ ‬تدخل‭ ‬وزارة‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬المطالب‭ ‬المدنية،‭ ‬بل‭ ‬تمت‭ ‬إحالة‭ ‬الملف،‭ ‬بعد‭ ‬استئناف‭ ‬وزارة‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬الحكم‭ ‬الابتدائي،‭ ‬على‭ ‬الغرفة‭ ‬الجنحية‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بالداخلة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬محاميها‭ ‬لتنبيه‭ ‬المسؤولين‭ ‬القضائيين‭ ‬لهذا‭ ‬الخطأ،‭ ‬بحكم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بتهم‭ ‬ثقيلة‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬الفصل‭ ‬380‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي،‭ ‬لتقضي‭ ‬الغرفة‭ ‬الجنحية‭ ‬بعدم‭ ‬الاختصاص،‭ ‬ويحال‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بالعيون‭.‬

وجاء‭ ‬اكتشاف‭ ‬عدم‭ ‬طعن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬الابتدائي‭ ‬صدفة،‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬12‭ ‬دجنبر‭ ‬الجاري‭ ‬تاريخا‭ ‬لإدخال‭ ‬الملف‭ ‬للمداولة‭ ‬بمحكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بالعيون،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مرض‭ ‬قاض‭ ‬دفع‭ ‬إلى‭ ‬تأجيله‭ ‬إلى‭ ‬جلسة‭ ‬26‭ ‬دجنبر‭ ‬الجاري‭. ‬وعند‭ ‬اطلاع‭ ‬دفاع‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬القضية،‭ ‬حامت‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬رفض‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬استئناف‭ ‬الحكم،‭ ‬وبتنسيق‭ ‬مع‭ ‬مسؤولي‭ ‬وزارة‭ ‬الصيد،‭ ‬تقرر‭ ‬تقديم‭ ‬طلب‭ ‬إخراج‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬المداولة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مناقشته‭ ‬وضبط‭ ‬الثغرات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تعتريه‭.‬

وأثار‭ ‬الحكم‭ ‬الابتدائي‭ ‬جدلا‭ ‬كبيرا،‭ ‬سيما‭ ‬لدى‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصيد‭ ‬التقليدي‭ ‬بالداخلة،‭ ‬بحكم‭ ‬أنه‭ ‬اكتفى‭ ‬بإدانة‭ ‬المستشار‭ ‬بشهرين‭ ‬حبسا‭ ‬موقوف‭ ‬التنفيذ،‭ ‬بتهم‭ “‬إحداث‭ ‬مؤسسة‭ ‬للصيد‭ ‬بدون‭ ‬رخصة،‭ ‬والقيام‭ ‬لحسابه‭ ‬أو‭ ‬لحساب‭ ‬الغير،‭ ‬ببناء‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬سفينة‭ ‬مخصصة‭ ‬لممارسة‭ ‬الصيد‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬دون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬البناء‭ ‬والتدخل‭ ‬بغير‭ ‬صفة‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬عامة،‭ ‬والقيام‭ ‬بعمل‭ ‬من‭ ‬أعمالها‭”‬،‭ ‬وهي‭ ‬التهم‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬لها‭ ‬المادة‭ ‬380‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي،‭ ‬عقوبة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬وخمس‭ ‬سنوات‭ ‬سجنا‭.‬

وعمد‭ ‬المستشار‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬تعاونية‭ ‬للصيد‭ ‬بالداخلة،‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬وشرع‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬رخص‭ ‬صيد،‭ ‬تحمل‭ ‬ختم‭ ‬التعاونية،‭ ‬لقوارب‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬يزيد‭ ‬عددها‭ ‬عن‭ ‬75‭ ‬قاربا،‭ ‬إذ‭ ‬وضع‭ ‬كل‭ ‬قارب‭ ‬لائحة‭ ‬تضم‭ ‬اسمه‭ ‬ورقما‭ ‬خاصا‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬عمد‭ ‬المستشار‭ ‬إلى‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬وثائق‭ ‬وزارة‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬بإزالة‭ ‬علامتها‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الوثائق،‭ ‬ومنها‭ ‬سجل‭ ‬الإبحار،‭ ‬ووضع‭ ‬بدلها‭ ‬علامة‭ ‬خاصة‭ ‬بتعاونية‭ ‬الصيد‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬وختمها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قرى‭ ‬الصيد‭ ‬بجهة‭ ‬الداخلة،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬منطقة‭ “‬لاسركا‭”‬،‭ ‬لتدخل‭ ‬وزارة‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬شكاية‭ ‬ضد‭ ‬المستشار،‭ ‬أحيلت‭ ‬على‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬للتحقيق‭ ‬فيها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬السلطات‭ ‬المختصة‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬جميع‭ ‬القوارب‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭.‬

مصطفى‭ ‬لطفي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى