عزز المغرب تموقعه في طليعة الدول، التي تبنت إطارا حضاريا يراهن على التنمية في تدبير مسألة الهجرة، من خلال اعتماد سياسة في تدبيره لملف المهاجرين، الذين يتدفقون عليه من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، ليتحول إلى بلد عبور واستقرار في الوقت ذاته. وشكلت مشاركة المغرب في المؤتمر الوزاري السادس لـ"مسلسل الرباط" المنعقد في إسبانيا، برئاسة يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، مناسبة لتقديم التجربة المغربية، التي عرفت تسوية وضعية حوالي 50 ألف ملف للمهاجرين المقيمين بالمغرب، ناهيك عن اعتماد سياسات عمومية تقوم على أساس إدماج واستفادة المهاجرين من الخدمات الاجتماعية. وأكد السكوري أن المغرب، الذي تسلم الرئاسة الدورية للحوار الأورو-إفريقي، حول الهجرة والتنمية، "مسلسل الرباط"، لولاية تمتد عاما، يعتبر أن قضية الهجرة مركبة، ويتعين مقاربتها بمختلف تشعباتها، مسجلا الأهمية الحيوية للبعد التنموي في كل سياسة مرتبطة بالهجرة. وأوضح وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، أن الهجرة تعد "فرصة وليست عبئا"، مشددا على ضرورة التعامل معها على أنها "عامل تقارب بين الشعوب والحضارات، وركيزة للتنمية والتعاون الدولي ورافعة للتضامن"، مضيفا أن التجربة المغربية في مجال إدارة الهجرة، تشكل، نموذجا يحتذى به، مؤكدا أن المغرب، يجدد التزامه بالمسلسل وعزمه على إيجاد حلول مبتكرة وناجعة لمواجهة التحديات المتعلقة بالهجرة. وتعتبر رئاسة "مسلسل الرباط" قوة دافعة لتشكيل الحوار الأورو-إفريقي حول الهجرة والتنمية، ويتمثل دور الرئاسة في إعطاء زخم جديد للحوار، والإشراف على الاجتماعات السياسية، والمساعدة على إيجاد توافق في الآراء بين المواقف المتباينة. ب. ب