لقجع … مهندس الانتصارات

لا تنهك فوزي لقجع الأرقام والحسابات ولا المعادلات الحسابية بحكم مهنته وزيرا منتدبا لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية، كما لا تمل ذاكرته من حفظ أسماء اللاعبين ورؤساء الأندية، فالرجل يستطيع أن يجلس في لقاء للمكتب التنفيذي ل”الفيفا” بسويسرا لمناقشة تطوير اللعبة، ويجيب، بعد دقائق قليلة من نهاية اللقاء، عن مكالمة هاتفية حول إشكاليات مالية بميزانية الحكومة، ثم يتحدث بعدها إلى لاعب في قسم الهواة من البطولة، أو رئيس فريق في منطقة نائية عجز عن توفير ملعب للتداريب.
هكذا هو لقجع، الذي ربما يخجل عدد من “الحساد” الذين طالبوا بإبعاده عن تسيير جامعة الكرة، من “انتصاراته”، قبل أن تجبرهم نتائجها، إما على التواري عن الأنظار “خجلا”، أو كتابة قصائد في مدحه “نفاقا”.
عُرف بين زملائه بالخجول، أو هكذا يتحدثون عنه، لكن عينيه البراقتين تكشفان عن “نمر” مستعد للدفاع عن أفكاره، خاصة إذا تعلق الأمر بالمصلحة العامة، إذ يبدو مستعدا “للانقضاض” على الخصوم، ثم يبتسم ويختفي عن الأنظار في “غابة” مهامه المتعددة.
تقول سيرته الذاتية إن فوزي لقجع من مواليد 1970 ببركان وكان أبوه مدرسا، ووالدته ربة بيت، وهو من خريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة. عمل بوزارة الفلاحة أولا، ثم بوزارة المالية. بعد ذلك اشتغل بالمفتشية العامة للمالية، ثم انتقل للعمل رئيسا لشعبة المجالات الإدارية في 2000 لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يحط الرحال في خطوة مدروسة بمديرية الميزانية، حيث شغل منصب نائب مدير الميزانية.
وفي يناير 2010، عين في منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة المالية، وهي التجربة التي اكتسب منها لقجع خبرات التسيير التي جسدها في مجال كرة القدم.
وتشير كل التقارير الإعلامية إلى أن لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لعب دورا فاعلا وأساسيا في الدفع بعجلة الكرة المغربية إلى الأمام، مسهما بشكل مباشر في تحقيق الأندية الوطنية نتائج طيبة في السنوات الأخيرة. كما قدم الدعم المعنوي والمالي، عبر جامعة الكرة للأندية المشاركة قاريا، ودأب على الحضور الدائم والمؤازرة في اللحظات الحاسمة.
ورغم استقالته من رئاسة النهضة البركانية، فقد ساند لقجع الفريق وشجعه معنويا، وكان حاضرا في نهائي الكونفدرالية، وظهر في المدرجات وهو يتفاعل بعفوية.
ولم يقف لقجع عند ذلك الحد، بل دافع عن حظوظ المغرب في الظفر بتنظيم نهائي دوري أبطال إفريقيا بالمغرب، بكل ديمقراطية، حتى فازت المملكة بشرف استضافة نهائي العصبة بتصويت كاسح، ووقف جدار صد أمام ضغوطات الاتحاد المصري لنقل النهائي إلى بلد آخر غير المغرب.
لا ينكر أحد دور لقجع الواضح في إشعاع المغرب كرويا على المستوى الإفريقي، بتنظيم أبرز التظاهرات القارية، أو فتح أذرع المغرب لاستقبال مباريات منتخبات وأندية إفريقية على أراضيه.
خالد العطاوي